دكتور محمود الشافعي يكتب … عالم السياحة

 

لم تعد صناعة السياحة كما كانت منذ سنوات، حيث أنها تداخلت فى معظم مجالات الحياة اليومية وله تأثير قوي فى ثقافة الشعوب وتبادل الخبرات وتعلم اللغات الأخري وتقاليد وعادات الدول، ولم تعد السياحة هى السفر لبعض البلدان بهدف الترفية والمتعة وزيارة الأماكن الأثرية،ولقد تغير الحال وتبدل وتخطت السياحة تلك الحدود الضيقة لتدخل بقوة إلى كل مكان لتؤثر فيه وتتأثر به.

وأصبح عالم السياحةهوالتنوع النتاج من تطوير صناعة السياحة ونتاج زحفها إلى مقدمة القطاعات الاقتصادية والثقافية فى العالم، فقد تمكنت السياحة من تجاوز كل الأزمات وأثبتت التجارب أنها صناعة لا تنضب ولا تندثر، بل تنمو عاما بعد عام رغم كل الأحداث المؤسفة والصعوبات التي قد تمر بها، فالسياحة هي صناعة مرتبطة بالرغبة الإنسانية في المعرفة وتخطي الحدود،لقد توقع البعض منذ سنوات أن تقل حركة السياحة مع تطور الإعلام وظهور شبكة الإنترنت التي تعج بالمعلومات والصور والبيانات، ولكن السنوات أثبتت أنها أصبحت عاملا مساعدا أكثر في سوق السياحة العالمي والجذب السياحي،ومساهمة فى تطوير المفاهيم التسويقية ومخاطبة السائح بصور مختلفة ومأثرة اكثر وسرعة فائقة فى نقل المعلومات،ستظل السياحة أكثر الصناعات نموا وأكثرها رسوخا وتطورا.. فهي مرتبطة بتطور العلاقات البشرية والمجموعات الأنسانية، ورغم دخول دول كثيرة في الفترة الأخيرة إلى سوق السفر والسياحة إلا أن السوق يستطيع استيعاب العالم كله، الذي بات يبدو صغيرا أكثر فأكثر مع مرور الزمن والتطور التكنولوجي، فهي صناعة العالم من العالم وإلى العالم،والأكثر تطورا وتفهما وتفتحا هو الذي يستطيع أن يأخذ منها قدر ما يريد ويعمل على جعلها صناعة سياحية تصب في تنمية مستدامة لصالح الساكنة المحلية والاقتصاد المحلي بما يصلح عليه بالسياحة المستدامة والسياحة المسؤولة والسياحة الخضراء،يشد العصرالحالي ثورة تكنولوجية وتقنية هائلة جعل العالم قرية صغيرة،وتعدد أنواع السياحة وأغراضها ومنها السياحة الراقية أو الفاخرة وتركز على جودة الخدمات أكثر ما تركز على الكم،السياحة الشعبية أو الجماعية وغالبا ما يتم تجنب اللجوء إلى هذا القسم في المخططات السياحية الوطنية في المواقع السياحية الحساسة، كالمواقع الإيكولوجية والمحميات الطبيعية، وبعض مواقع المآثر والمواقع التاريخية النفيسة،السياحة الدولية الصادرة،
السياحة الداخلية،وارتفاع نسبة الإستثمارات في مجال السياحة مع تزايد حدة المنافسة، ومن جهة أخرى تزايد عدد الرحلات والمسافرين بسب تطور المواصلات التكنولوجية والإلكترونية وتشعب العلاقات الدولية اقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا مع الانفتاح الغير المسبوق منذ سنوات العشرية، فتشعبت فروعها وتداخلت أنواعها وأصبحت تدخل في معظم مجالات الحياة ليومية، تخطت السياحة الحدود الضيقة من السياحة القديمة في إطار الاكتشاف أو المغامرة والسياحة الدينية إلى الاماكن المقدسة، لتتخطى هذه الحدود في زمن العولمة وتنتشر وتعم إلى كل مكان لتؤثر فيه وتتأثر بهن وتتطور انواعها بالإضافة إلى ظهور أنواع وأشكال حديثة ومختلفة في عصر انفتاح بوابة العولمة، ومن الأنواع السياحية المتعارف عليها عالميا ومحلياالسياحة الترفيهية والثقافية والدينية والسياحة الشاطئية والتأمل والأفكار والإبداعات ويتطلب هذا النوع تواجد مختصين في مجال التأمل والتفكير، لاختيار أماكن الفعاليات المناسبة،وأصبحت سياحة التأمل والتفكير جزءا من خريطة السياحة العالمية، وهي تنتمي إلى جزء فئة السياحة الراقية.

ايضا سياحة المغامرات والأعمال والسياحية العلاجية ولها أهمية كبير فى عالم السياحة، والسياحية التراثية والجبلية والصحراوية وسياحة الفضاءوهي أحدث أنواع السياحة المبتكرة، في صناعة السياحة التنافسية الدولية ويقصد بسياحة الفضاء السفر إلى الفضاء الخارجي، لأغراض ترفيهيه أو ترويحية أو مهنية، اشتهرت بتنظيمها دولة روسيا الإتحادية،وقد تم تعريف أنواع أخري من السياحة ومنها السياحة المعتمة هذا النوع من السياحة بأنه يتجلى في السفر إلى مواقع ارتبطت تاريخيا أو سابقا بالموت والمآسي الإنسانية، وذلك بهذف الإطلاع على وجه المأساة الإنسانية أو الوجه المقيت والبشع للإنسان والحظيظ الإنساني،أنواع سياحية تلتقي مع السياحة المستدامة في عدة نقاط مشتركة،ويوجد انواع أخري من السياحة المحظورة وهى ما يخالف القوانين والأعراف والأهداف من الصناعة السياحة العالمية، لما لها من تاثيرات سلبية على المجتمع والأمن،هنا نوضح بأن عالم السياحة بجميع أنواعها وأهدافها وتساهم فى التقدم وأزهار والتطويروالتنمية الأقتصادية والأجتماعية،وتبادل الخبرات وكسب المهارات والصناعات الأخري،وزيادة فرص العمل، تعتبر وسيلة للتبادل الثقافي بين الشعوب، وعملية توجيه فكري يتأثر فيها السائح بالطابع الثقافي للدولة التي يسافر إليهاوالترفيه والاستمتاع،وتعد مرآة حضارية تعكس الوجه الحضاري للدولة،السياحة لها أهمية كبرى بتنمية المناطق السياحية والعمرانية بالبلاد، والتركيز على المعالم المختلفة والاهتمام بإنشاء العديد من الفنادق والمنتجعات وتنويع الخدمات بما يعود بالفائدة على الدولة وسكانها ،والأنشطة ذات الصبغة الثقافية والحضارية تتحقق أهداف مقاصد السياحة والتنمية المستدامة،كما أنها وسيلة فعالة لاستقطاب الاستثمار الأجنبي،و بوابة رئيسية لاستقطاب العملة الصعبة وبالتالي تدوير عجلة الاقتصاد الوطني ،أسلوب فعال ويتسم بالكفاءة في تحقيق التبادل الثقافي بين مختلف الشعوب، كما أنه وسيلة فعالة لتسيير التوجه الفكري ،ومرآة عاكسة للحضارة التي تعيشها الدولة، والتعرف على تاريخ الدول وما عاصرته من حضارات وأحداث تاريخية، إبراز أهمية المناطق السياحية بمختلف أنواعها سواء كانت معالم دينية أو تاريخية أو طبيعية.

post
زر الذهاب إلى الأعلى