لا تأكلوا جيشكم

بقلم ..د / محمد فخرى
مع انتشار حالة الغضب التي انتابت الشعب المصري حيال ملف سد النهضة دأب البعض إلى حالة من الهذيان والهذل في التباهي والتفاخر بالقدرة الجبارة للجيش المصري التي تستطيع أن تفتك بالسد الأثيوبي بل وبالشعب الأثيوبي مستندين في ذلك على الإمكانيات العسكرية المتقدمة التي تميز القوات المسلحة المصرية،
إضافة إلى مراكزها المتقدمة بين دول العالم في مقابل السخرية من ضعف القدرة العسكرية الهزيلة للجيش الأثيوبي، وهؤلاء الفئة من المصريين أحب أن أوجه لهم بعض الرسائل في نقاط موجزة:
1- التفاخر بالقوة والسخرية من الخصم يمنع النصر كما حصل مع عبد الناصر حينما ظل يتباهى ويتفاخر بقواته المسلحة وأنها سترمي بإسرائيل في البحر فكانت النكسة،
وأنظروا كيف تعلم السادات الدرس ولم يتفوه بكلمة واحدة عن قدرته العسكرية إلا بعد نصر أكتوبر في مقابل عنجهية إسرائيل التي أطلقت على نفسها الجيش الذي لا يقهر فكتب الله نصر أكتوبرعلى يد الرئيس المؤمن المتواضع.
ثم أنظروا إلى الرئيس السيسي الذي يستطيع بلا مبالغة أن يغزو نصف العالم بسلاحي الجو والبحر فقط لم يكن يوماً مهدداً أو مستعمراً لأي دول العالم فكتب الله على يديه نهضة مصر.
2- الإعجاب بالكثرة يمنع النصر، كما حصل مع الصحابة في غزوة حُنين عندما قال بعضُهم: “لن نُهزم اليوم من قلّة”، فكان ذلك سبباً لِحجب النصر في بداية المعركة (على الرغم من أن فيهم رسول الله)،
لقوله تعالى (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين)،
وعلى ذلك فلا بد لكم أيها الشرفاء من الشعب المصري ألا تأكلوا جيشكم بحسد عيونكم واعلموا بأن النصر من عند الله وحده، بعد الأخذ بالأسباب لقوله تعالى (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده).
حفظ الله مصر وجيشها، وكل عام وأنتم بخير
فخري

زر الذهاب إلى الأعلى