اللواء أشرف فوزى الخبير الامنى والاستراتيجي يكتب..التخطيط الاستراتيجي بين الماضى والحاضر.

لقد أضحى مصطلح الاستراتيجية من المصطلحات الشائعة في المجالات كافة، بل لدى الأفراد والمؤسسات، وبغض النظر عن اختلاف المفهوم باختلاف مستخدميه فإن ما يجمع بين هؤلاء إدراكهم أن الاستراتيجية شيء له أهمية غير عادية، حيث إن الاستراتيجية هي خطط منظمة تنقلنا إلى ما هو أبعد من اللحظة الراهنة.
وعلى الرغم من أن أصول تلك الكلمة اليونانية الأصل strategeos كانت عسكرية ويقصد بها «فن قيادة وإدارة الجيش» فإنه سرعان ما تعددت استخداماتها حديثاً في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية كافة، ومن ثم فإن العديد من التعريفات قد أجمعت على أن الاستراتيجية لدى الدول «هي علم وفن تنسيق استخدام القوة الوطنية بعناصرها السياسية والاقتصادية والعسكرية لتحقيق أهداف الدولة الوطنية»
التخطيط الاستراتيجي: المفهوم والتاريخ
اضاف اللواء اشرف فوزى كلمة استراتيجي هي كلمة يونانية الأصل، ووفقاً لموسوعة المعارف البريطانية، فإن الشخص الاستراتيجي strategos هو العسكري أو الجنرال بالإضافة الى وظائف أخرى ذات نطاق أوسع كما إنه كان الشخص الذي كان يعمل كمسؤول رفيع في بيزنطة في القرون الوسطى.وكان يتم تكوين مجلس استشاري من عشرة استراتيجيين في أثينا لتقديم النصيحة خلال الحروب المختلفة التي خاضتها اليونان، أي أن الشخص الاستراتيجي كان يتم تعيينه لمهمة محددة، وقد يتم تعيين العديد من الأشخاص الاستراتيجيين لعملية معينة، وأحياناً يتولى شخص استراتيجي واحد قيادة حملة على نطاق صغير، وأحيانا يتم إسناد مهمة كبيرة للاستراتيجيين العشرة، ويعتمد ذلك بصفة أساسية على السمات الشخصية لهؤلاء.
بينما في القرن الخامس قبل الميلاد فإن مهمة الاستراتيجي قد اختلفت حيث كان يقوم بممارسة نفوذ سياسي وخاصة في الشؤون الخارجية، ومنها إدارة المفاوضات مع الدول الأجنبية، ويكون من بين الأشخاص الذين يبرمون المعاهدات الدولية المهمة.
قال الخبير الامنى، أما في العصر الحديث فقد تعدد استخدام مصطلح الاستراتيجية بشكل واسع ليس فقط في المجالات العسكرية إنما على نطاق واسع في المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية، بل لدى الأشخاص والمواقع لدرجة كاد معها أن يفقد معها ذلك المصطلح معناه الأصلي، وقد ارتبط هذا المصطلح بمصطلح آخر وهو التخطيط.
واشار اللواء اشرف ….الاستراتيجية في كلمات بسيطة هي» فن تطبيق الوسائل لإنجاز الغايات» بما يعني أن أي جهد إنساني ينطوي على استراتيجية من نوع ما، حيث يلاحظ أنه في حقل الدراسات الأمنية يضيق المصطلح ويقتصر على استخدام القوة العسكرية لتحقيق الأهداف السياسية للدولة، ووفقاً لهذا المنظور فإن خيارات الخبراء الاستراتيجيين لا تحددها الحقائق والإمكانات المتاحة لديهم بل مدى وجود ثقافة استراتيجية من عدمه.
رؤية مصر ٢٠٣٠
يعد التخطيط الاستراتيجي المتقدم من دلالات التميز، وأول خطوة نحو النجاح، ولا يتصور نجاح دون تخطيط، ورسم للرؤى ودراسات متعمقة للأهداف، ونظرًا لأهمية التخطيط الاستراتيجي المتقدم في تحقيق التنمية الشاملة،
وأردف قامت مصر في عام ٢٠١٦ بإطلاق الأجندة الوطنية “رؤية مصر ٢٠٣٠” “لتعكس الخطة الاستراتيجية طويلة المدى للدولة؛ لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة في كل المجالات، وتوطينها بأجهزة الدولة المصرية المختلفة”.





