انتشار المخدرات ودمار الشباب

 

كتب .. حماده مبارك

يشهد العالم في السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً لظاهرة تعاطي المخدرات، وهي ظاهرة تمثل تهديداً خطيراً للأمن الاجتماعي وللمستقبل، لأنها تستهدف أهم شريحة في المجتمع، الشباب ، هؤلاء الذين يفترض أنهم عماد التنمية وبناة الغد، أصبح كثير منهم ضحية لهذه الآفة التي تتسلل بخبث إلى العقول والقلوب وتقود أصحابها إلى طريق مجهول النهاية.

أولاً – أسباب انتشار المخدرات بين الشباب
تتعدد الأسباب والدوافع، ويأتي في مقدمتها ضعف الوعي بخطورتها، ورفقاء السوء الذين يشجعون على التجربة بدافع الفضول أو إثبات الذات ،كما يلعب التفكك الأسري دوراً ملموساً في زيادة احتمالات السقوط في هذه الدوامة، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية والنفسية التي تدفع بعض الشباب للبحث عن مهرب مؤقت ولو كان مهلكا ، ولا يمكن إغفال دور شبكات الاتجار التي تستغل حاجة الشباب واستسهال الوصول إلى تلك السموم.

ثانياً – آثار المخدرات المدمرة
المخدرات لا تدمر الجسد فقط، بل تقتل الروح، وتعصف بالعقل، وتجعل الإنسان فاقداً للإرادة والقدرة على اتخاذ القرارات، يبدأ المتعاطي بفقدان السيطرة على تصرفاته، ثم تتدهور صحته تدريجياً ، وينحدر نحو الفقر والعزلة وربما الجريمة، أما الأسرة، فتعاني من التفكك والقلق المستمر، والمجتمع يفقد طاقة شبابية كان يمكن أن تكون ركيزة للتقدم.

post

ثالثاً – مسؤولية المجتمع والدولة
مواجهة هذه الظاهرة مسؤولية مشتركة، تبدأ من الأسرة التي يجب أن تمنح أبناءها الحب والدعم والحوار الدائم، مروراً بالمدرسة ودور العبادة التي يقع عليها واجب التوعية والتوجيه، وصولاً إلى الدولة التي ينبغي أن تشدد الرقابة على مروجي السموم وتوفر مراكز علاج وتأهيل فعالة لمن وقعوا في براثن الإدمان ، كما أن للإعلام دوراً محورياً في نشر ثقافة الوعي وتسليط الضوء على مخاطر التعاطي.

رابعاً – الشباب أمل يجب إنقاذه
على الشباب أن يدركوا أن مستقبلهم أثمن من أن يضيع تحت تأثير لحظة ضعف أو تجربة طائشة، فالنجاح يحتاج عقلًا صافيًا وطاقة قوية وإرادة حرة، والمجتمعات التي تنهض هي تلك التي تحمي شبابها وتستثمر في عقولهم لا التي تتركهم فريسة لتجار الموت.

ولان انتشار المخدرات قضية خطيرة تتطلب تكاتف الجميع، فإنقاذ الشباب ليس مجرد واجب اجتماعي، بل هو حماية لمستقبل الوطن كله، فالشاب الذي نحميه اليوم هو الطبيب والمهندس والمعلم والقائد الذي سيقود دفة الغد، لنقف جميعاً أمام هذه الآفة، ونعمل على بناء جيل واع قادر على صنع مستقبل أفضل.

انتشار المخدرات ودمار الشباب
انتشار المخدرات ودمار الشباب

زر الذهاب إلى الأعلى