سلوى النجار تكتب / الرؤيا الصالحة

سلوى النجار
الرؤيا الصالحة هي جزء من ست وأربعين جزء من النبوة
وقد ثبت عن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه كان يسأل أصحابه بعد صلاة الفجر هل رأى أحد منكم رؤيا يقصها – والدليل ما ثبت في صحيح البخاري ومسلم من حديث سمرة بن جندب1 – رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ – أن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ – كان مما يكثر أن يقول لأصحابه هل رأى أحد منك من رؤيا.حتى يعبرها أو يعبرها أحدهم ،ولذلك لِما للرؤيا مِنْ أهميةٍ ،وفضلٍ وقد

FB IMG 1652621664576
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة. رواه البخاري. وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة. رواه البخاري ومسلم. وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة. متفق عليه.
وهذا ليس معناه أن يشترك صاحب الرؤيا الصالحة مع الانبياء في جزء من النبوة والوحي ؛ولكن قال بعض العلماء: معناه أن الرؤيا تجيء على موافقة النبوة، لا أنها جزء باق من النبوة.

وقال آخرون: معناه أنها جزء من أجزاء علم النبوة باق، والنبوة غير باقية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: “ذهبت النبوة وبقيت المبشرات، الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو تُرى له” اهـ.
وهنا سُميت مبشرات ،وهي من البشرى ،لقوله تعالى عن أوليائه الذين صدقوا :{لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ}٦٤ يونس
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله ﷺ قال: الرؤيا الصالِحَةُ جزءٌ مِنْ خمسةٍ وعشرينَ جزءًا مِنَ النبوةِ
———————-
ومن هذه الأحاديث:
الرُّؤيا الصالحةُ لها شأنٌ عظيمٌ؛ فهي جُزءٌ من أجزاءِ النُّبوَّةِ، وقد جعَلها اللهُ تَعالى بُشْرى لِصاحبِها، أمَّا الحُلمُ فهو من تَخْويفِ الشَّيطانِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “الرُّؤيا الصالِحَةُ”، أي: ما يَراهُ العبدُ الصالحُ في منامِه، والمراد بها: هي التي فيها بِشارةٌ بخيرٍ، أو تَحذيرٌ من شَرٍّ، أو تَنبيهٌ على أمرٍ، وهذا مِن فَضْلِ اللهِ ورحمتِه، أو مِن إنذارِه وتبشيرِه، أو من تنبيهِه وإرشادِه، حيثُ يُطلِعُ اللهُ النَّائمَ فيها على ما يجهَلُه، “جُزءٌ من خَمسَةٍ وعِشرينَ جُزءًا من النُّبوَّةِ”، أي: إنَّ النُّبوَّةَ قد قُسِّمَت إلى هذه الأجزاءِ، وجُعِلَتِ الرُّؤى جُزءًا من تلك الأجزاءِ، فالرُّؤى للعِبادِ الصالِحينَ بمَثابةِ الوحيِ الَّذي يُوحِي اللهُ به إلى أنبيائِه؛ وذلك في صِدْقِ مَدْلولِها، وإن كانت تَخْتلِفُ عنها. وأنها ليست وحي كما للأنبياء، وقد ورَد أنَّها جُزءٌ مِن سِتِّين أو سَبعين قَلَّ العدَدُ أو كَثُرَ، وتَوْجيهُ ذلك أنَّ المُؤمِنَ كُلَّما ازدادَ صِدقًا اقتَرَبَ من هذه الصِّفةِ التي عندَ الأنبياءِ، وهي صِفَةُ الصِّدقِ في الرُّؤيا، وقيل: إنَّها اختَلَفَتِ الأعدادُ بحسَبِ الوقتِ الذي حدَّث فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك، كأنْ يكونَ بعدَ أنْ أكمَلَ ثلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً بعدَ مَجيءِ الوَحيِ إليه عَدَّهُ، فإنَّ الرُّؤيا جُزءٌ من سِتَّةِ وعِشرينَ إنْ ثَبَتَ الخَبَرُ به، وذلك وقتَ الهِجرَةِ، ولمَّا أكمَلَ عِشرينَ حدَّث بأربعينَ، وهَكذا .
والرؤيا الصالحة في آخر الزمان ،لأن المؤمن يكون غريبًا ،فيأتي له من التثبيت في الأمر ،إو الزجر والنهي عنه ،مايعنيه ويثبته على أمر دينه.
كما في الحَديثِ: «بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا» أخرجه مُسلِمٌ. فيَقِلُّ أُنْسُ المُؤمِن ومُعِينُه في ذلك الوَقتِ، فيُكرَمُ بالرُّؤيا الصَّادقةِ، والرُؤيا مِن عِلمِ النُّبُوَّةِ، والنُّبوَّةُ غيرُ باقيةٍ؛ فقدِ انقَطَعتْ بمَوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولكِنَّ عِلمَها باقٍ، والجُزءُ: النَّصيبُ والقِطعةُ منَ الشَّيءِ، ورُؤيا المُؤمِن جَعَلها اللهُ تعالى بُشْرى لِصاحبِها في الدُّنْيا والآخِرةِ، أو تَحذيرًا له، ففيها اطِّلاعٌ على أمرٍ غَيبيٍّ؛ لذلك كانت جزءًا من أجزاءِ النبُوَّةِ، وهي علامةٌ على صلاحِ العَبدِ، وما كان مِنَ أجزاءِ عِلمِ النبوَّةِ فإنَّه لا يَكذِبُ، بلْ يكونُ صادقًا.جعلنا الله وإياكم من الصادقين ،ومن أهل الرؤيا الصادقة المبشرة إلى الخيرات.
وكتبته /سلوى النجار ٢٠٢٢/٥/١٥ م

زر الذهاب إلى الأعلى