اللواء أشرف فوزى يكتب ..بعد ٢٠ عاما.. فتح الوثائق السرية لأحداث١١ سبتمبر
تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية في١١ سبتمبر/أيلول ٢٠٠١ إلى أبشع هجمات إرهابية نفذها تنظيم “القاعدة” واستهدفت برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك ومبنى البنتاغون بالعاصمة واشنطن. وعلى الرغم من مرور ٢٠ عاما على هذا الحدث الدموي، لا تزال نظريات المؤامرة، لا سيما بشأن هوية منفذي هذه الاعتداءات، قائمة، مع الانتشار المتنامي للأخبار الزائفة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وإذا كانت نظريات المؤامرة ليست جديدة في عالمنا، إلا أن ثمة حادثا وقع في العشريتين الماضيتين ساعد وغذى هذا النوع من النظريات التي بات من الصعب التخلص منها، نقصد هنا اعتداء١١ سبتمبر/أيلول ٢٠٠١ الدموي.
فالهجوم الأكثر بشاعة الذي نفذه تنظيم “القاعدة” على الأراضي الأمريكية (اعتداء بالطائرات على برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك وعلى مبنى البنتاغون في واشنطن) تسبب في انتشار العديد من نظريات المؤامرة حول منفذي هذه الهجمات. فيما تنامى حجم انتشار هذه النظريات بعد سنوات من وقوع الاعتداءات، إلى درجة أن الملايين من الناس عبر العالم لا زالوا يعتقدون بأن الدولة الأمريكية هي المسؤولة عن هذه الاعتداءات.
اضطر الرئيس الأميركي جو بايدن، بسبب ضغوط مكثفة من جانب أهالي ضحايا أحداث١١ سبتمبر الإرهابية، إلى رفع السرية عن بعض الوثائق الخاصة بالتحقيقات، والتي ظلت سرية للغاية على مدار أكثر من ٢٠ عاما.
وبالرغم من مئات التحقيقات والمعلومات التي سربت على مدار عقدين من الزمان، إلا أن الوثائق التي سيُفرج عنها، خلال الستة أشهر المقبلة، قد تحمل الكثير من المفاجأت الصادمة، بحسب تقديرات المراقبين.
وفي الرابع من سبتمبر الجاري، قال بايدن إنه وقع أمرا تنفيذيا يتضمن توجيهات لوزارة العدل ووكالات أخرى ذات صلة، للإشراف على مراجعة لرفع السرية عن وثائق متعلقة بتحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن أحداث ١١ سبتمبر.
وأشار بايدن إلى أن رفع السرية يجب أن يدخل حيز التنفيذ في “الأشهر الستة المقبلة”، مضيفا “يجب ألا ننسى أبداً الألم المستمر لعائلات وأحبّاء ٢٩٧٧ شخصا أبرياء قتِلوا خلال أسوأ هجوم إرهابي ضد أمريكا في تاريخنا”.
ومن جانبه يرى اللواء اشرف فوزى الخبير الامنى، أن رفع السرية عن الوثائق الخاصة بعمليات ١١ سبتمبر ربما يكشف معلومات جديدة فيما يتعلق بطبيعة المعلومات التي تتعلق بآلية وتوقيت تنفيذ الهجمات، فضلا عن مدى قدرة الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية في التعامل معها
وأضاف اللواء اشرف إنه وفقا للقانون الأميركي، يتم رفع السرية عن القضايا التي تتعلق باعتبارات الأمن القومي بعد مُضي عشرين عاماً على التحقيقات، وهو ما حدث فيما يتعلق بهجمات ١١سبتمبر.
وأشار الخبير الامنى إلى أن بعض القوى السياسية الأميركية تمارس ضغوطا قصوى على الرئيس جو بايدن في الوقت الحالي لإعادة التحقيق في القضية من جديد، خاصة في ظل المطالبات المستمرة من جانب أهالي الضحايا لإعادة التحقيقات والكشف عن معلومات دقيقة ومفصلة حول الحادث.
وحول طبيعة المعلومات التي يمكن أن تكشف عنها الوثائق، يتوقع اللواء اشرف أنها لن تحمل معلومات جذرية تؤدي إلى مسارات جديدة بشأن التحقيقات، لكنها ستكشف عدة حقائق حول العملية نفسها والأحداث التي تزامنت معها داخل الولايات المتحدة وكيفية إدارة المخابرات الأميركية لهذا الملف، بعد فشلها في إحباط المخطط.
لماذا بقيت المعلومات سرية لعقدين؟
ويشير الخبير الامنى اللواء اشرف إلى أن المعلومات بقيت سرية لمدة عشرين عاما نظرا لتعلقها بشكل أساسي بملفات دقيقة في الأمن القومي الأميركي، وهناك بعض القوانين توجب وضع سرية حول المعلومات من هذا النوع قد تمتد إلى نحو عشرين عاما حسب أهميتها.
ويوضح من المرجح أن المعلومات التي تتعلق بالتحقيقات، شملت تفاصيل دقيقة حول وزارة الدفاع (البنتاغون)، والمخابرات الأميركية، مشيرا إلى أنه حتى بعد الكشف عن السرية ان يكون هناك انقلاب حول طبيعة ما حدث، ولكن ربما تكشف المعلومات وتعترف بطبيعة القصور الذي حدث من جانب المخابرات الأميركية في التعامل مع تلك الهجمات، وأنها لم تستطع اتخاذ الخطوات اللازمة لصد هذه الهجمات.
أنه على مدى عقدين، ضخت الحكومة الأميركية أموالا وموارد ضخمة، لحماية البلاد من هجوم إرهابي آخر، وتمثل ذلك بإنشاء وزارة للأمن الداخلي، لحماية البلاد من الهجمات الإرهابية، كما قدمت الإدارات المتعاقبة الدعم للأجهزة الأمنية والجيش لكي تضرب تنظيم القاعدة بكل قوة