احتفالات المولد النبوى الشريف غاضبة وحزينة

د. سهام عبد الباقى محمد
الباحثة الأنثروبولوجية – كلية الدراسات الأفريقية العليا
إعتادت الأمة الإسلامية كل عام الإحتفال بمولد خير البرية فى الثانى عشر من شهر ربيع الأول وها هى ذكرى مولده العطرة تهل علينا يعصرنا الألم يسكننا الوجع ونحن نرى حبيبنا ومصطفانا من جعلة الله رحمة للعالمين. يتطاول عليه أحد الجهلة،مما فجّر بركان غضب فى قلوب جميع المسلمين، وغير المسلمين حول العالم، ممن يٌدركون عظمة النبى محمد،وقداسته ومكانتة الدينية والروحية فى قلوب كل المسلمين، وإحترام وتبجيل غير المسلمين لشخصيته العظيمة صلى الله علية وسلّم. فقد جعل الله اختلاف الأديان قدراً مقدوراً وترك لكل فرد حرية إختيار دينه، وقد بينت الكثير من آيات القرآن الكريم أنه لا إكراه فى الدين، وأكبر دليل على ذلك أن عم النبى الكريم صلى الله علية وسلم ووالده بالمعنى الإجتماعى أبو طالب عاش على دين قريش ومات علية،وكان أكثر الناس حباً ودعماً ونٌصرة لرسول الله ،فرغم اختلاف معتقداتهما الدينية عاشا متحابين على المستوى الإنسانى، يٌجل كل منهما الآخر ويقدرة .عاش العم يدافع عن ابن أخية ويدعمه رغم قطيعة جميع أعمامة له،وهجومهم عليه. جمع سادة قريش وبنى هاشم قبيل لحظات إحتضاره وأوصاهم بنصرته صلى الله عليه قائلاً: يا معشر بني هاشم،أطيعوا محمداً وصدقوه تفلحوا وترشدوا . عرض النبى صلى الله علية وسلم علية الإسلام فى لحظات إحتضاره فرفض حرصاً منه على عدم الخروج على تقاليد قريش وأعرافها فيلحق به العار بعد وفاته، وليس تكذيباً له فهو أدرى الناس بصدقه وخلقه صلى الله علية وسلم، حزن علية النبى صلى الله علية وسلم حزناً شديداً بعد وفاته وسٌمى عام وفاته عام الحزن لفقده لعمه الداعم الأول له ولزوجته أم المؤمنيين السيدة خديجة. فماذا يضير البشرية من هذا الاختلاف؟؟؟؟!!!!!، اذا كان الله سبحانه لا يعبأ بهذا الإختلاف بل إرتضاه ولم يحجب أرزاقة عن البشرية بتعدد أديناها،ألوانها،ألسنتها،وثقافاتها ،ألم يشمل البشرية رزقه،ورحمته؟ فما بالنا نحن البشر؟؟!!!. ليست المشكلة فى اختلاف أدياننا،وإنما المشكلة فى أزمة التعايش بيننا. إعتنق ما تريد وأفعل ما تريد ولا تكن وصياً على أحد، أليست هذه وصيايا جميع الأديان؟ أذن فالمشكلة فى الطريقة التى يتعامل بها البشر وتجعلهم رافضين للآخرين، متصورين أن من حقهم تقييم غيرهم ،ونقد دياناتهم ومهاجمتهم بهذه الروح العدائية والغل الأسود الذى اجج غيرة وثورة المسلمين وغضب غير المسلمين.هل المشكلة أن من أساء للنبى رئيس دولة؟ أو أنه غير مسلم؟ ألا يٌسىء الكثيرين من المسلمين إلى رسولهم ويخنون معتقداتهم حين يٌصورون الأسلام بأنه دين قتل ودمار وتنكيل. رغم ما نعرفه جميعاً أن انتشار الإسلام لم يكن بحد السيف بل كان
بالدعوة الحسنة من خلال قوافل التجارة، ألم يتزوج نبينا السيدة مارية القبطية التى أهداها له المقوس ملك مصر؟ واسلمت وهى فى طريقها إلى النبى صلى الله علية وسلم، ألم يأمر النبى صحابته بالهجرة إلى الحبشة قائلاً( إن فيها ملكاً لا يٌظلم عنده أحداً) مشيراً إلى النجاشى ملك الحبشة المسيحى، لم يختاره النبى على أساس دينى وإنما بل اختاره لعدله وحكمته ورحمته وإنسانيته وقدرته على حماية المسلمين رغم عدم إعتناقه الإسلام.فالقضية ليست فى إختلاف الإديان،بل القضية فى الطريقة التى نتعامل بها مع هذا الإختلاف فمن عظمة ديننا الحنيف أنه يٌجل ويحترم كل أنبياء الله ولا يٌفرق بين أحد منهم فشرط إسلام المرء إيمانه بكل الأديان وكل الرسل والكتب السماوية فالمسلم مؤمن بان اليهودية والمسيحية رسالتان أنزلهما الله وأكملها واتمهما سبحانه وتعالى بالإسلام خاتم الرسالات.فلنصحح نحن صورة الإسلام بفهمنا بتصرفاتنا وأخلاقنا وبإحياء سنته صلى الله علية وسلم،وبسماحته،وبخلقه العظيم،ورحمتة وقتها سنكون بالفعل قد نجحنا فى تصحيح الصورة الذهنية لدى الغرب عن الإسلام والمسلمين، أما ماكرون وأشباهه فلم يؤذوا رسولنا. ولم ينالو من ديننا ولكنهم زلزلوا فينا محبتنا لنبيناومصطفاناً، وأكدو رغبتنا فى نٌصرة نبيينا وديننا.





