المرأة المطلقة ونظرة المجتمع لها

مشكلة وحل

د..سحر محمد الصوفى

تواجه المرأة طلقة العديد من المشكلات بسبب نظرة المجتمع لها، فقد أبى البعض أن يتركها رغم كل ما مرت به وصولاً لمرحلة الانفصال التي أثرت بالطبع على حالتها النفسية، وحياتها الاجتماعية بشكل عام، وما ستواجه من أعباء ليضيف على آلامها المزيد، تتعرض المرأة للكثير من التساؤلات حول أسباب طلاقها، ويعد ” لماذا تم الطلاق؟ وما الذى أدى بكم إلى هذا؟ ” من أبرز الأسئلة التي تجد المرأة نفسها محاطة بها، ومطالبة بالإجابة عليها، حيث تنظر المطلقة لنفسها نظرة قاسية جداً، وكأنها امرأة ينقصها شيء لأنها أصبحت تحمل هذا اللقب، مما يقلل من درجة ثقتها بنفسها، كما تنظر المرأة المطلقة لنفسها نظرة مشوهة، وقليلاً ما نجد مطلقة تنظر لنفسها نظرة قوة وتمدح نفسها، وتنبع تلك النظرة من عدم تقدير الرجل لها وتخلى زوجها عنها، فلا تعطى لنفسها فرصة للاهتمام بأنوثتها مرة أخرى، للدرجة التي قد تدفع بعض المطلقات إلى النظر لأنفسهن في المرآة، وهن يشعرن بالقبح على الرغم من جمالهن، لأن أزواجهن لم يشعرهن مرة أنهن جميلات.
كما قد يولّد الطّلاق العديد من الآثار النفسيّة على المرأة، حيث تميل النساء إلى فقدان الهوية الذاتية فجأة بعد الطلاق، بسبب التّركيز على كونهنّ أمهاتٍ وزوجاتٍ رائعاتٍ أثناء الزواج، وبمجرد انتهائه يجدن صعوبةً في تحديد الهويّة الخاصّة بهنّ، وعلى الرغم من ذلك كلّه فقد يُولّد الطلاق آثاراً نفسيّةً إيجابيةً منها الشّعور بالارتياح للخروج من علاقةٍ صعبةٍ أو مُؤذية أو غير صحيّة، والقدرة على توسيع الهويّة الذاتيّة، وتولّي أدوار جديدة، والتركيز على العمل وتوسيع الدائرة الاجتماعية، أو حتى اختيار هوايات جديدة ، ومن الآثار الإيجابية الأخرى للطلاق على المرأة منح المزيد من الاستقلالية، والقدرة على تولي زمام الأمور، والتحكّم بالخيارات الشخصية، إضافةً إلى القدرة على مسامحة النفس بعد الشعور بالذنب، في حال كانت السبب في إنهاء الزواج.
عزيزتي المرأة المطلقة يجب أن تتقبُّلي مشاعر الغضب، والحزن، والإرهاق العاطفي، والإحباط، والارتباك، والخوف من المستقبل حيث يعدّ الشعور بها أمراً طبيعياً دون جعلها تُسيطر عليك إلى الأبد، وستقل بمرور الوقت. تخلّصي من مشاعر الكراهيّة مهما كانت العلاقة السابقة سيئة أو غير صحيّة، لأنها تستهلك النفس، وتجعل من الصعب المضي قدماً في علاقات أخرى. شاركي مشاعرك مع الأصدقاء والعائلة فذلك يُساعد على تجاوز هذه الفترة، فعدم البوح وإخفاء المشاعر في النفس غير صحيّ ويزيد التوتر، اعتني بنفسك فهي تستحق الحب والاحترام، مع الابتعاد عن جلد وكراهية الذات، وأي تصرّف قد يُولّد عُقدة النقص.

زر الذهاب إلى الأعلى