الملافظ سَعد !.

بقلم :عبير ضاهر
أقوى عضلة فى جسم الإنسان هى عضلة اللسان كما وقد بيّن العلم حتى أنه يتقلب بين أدوراه المتنوعة وصولا للدور الهام والهائلا والأكثر حساسية فهو يكون طبيب بارع صاحب اللمسة الشافية أو السكين الحاد نافذ الطعنات والأقرب أحيانا لعدها شبه مميتة
و إتساقا مع قول الشاعر :
جراحات السنان لها إلتئام … ولايلتام ما جرح اللسان
وجرح السيف تدّمله فيبرأ… ويُبّقى الدهر ما جرح اللّسان
للشاعر الحكيم يعقوب الحمدونى
من بين ما قد تمتلك من كنوز حقيقية يتجسد فى محبة الأخرين ويعتمد ذلك بداية على ما يسمعونه منك من كلمات وما تختاره أنت من أسلوب
قل خيرا أو أصمت أما لو غابت عن البعض الذائقة السليمة والحس الإيجابى تجاه الكلمات فالسكوت هنا يصبح ملحا وضروريا
ليست مسألة شاقة أن نفكر قبل أن نتكلم خاصة وقت الإختلاف وعند الغضب فالجميع لديه معركته الخاصة مع الحياة فلا يكن أيا منا العبء الإضافى على غيره
كن عطر فواحا ينثر حلو الكلام وأعذبه على الأسماع ولاتكن جلاد بلسانك
محبة الناس يسيرة .. كلمة طيبة ووجه باسم
فما من فائدة تعود على أحد من إلقاء كلمات حادة وخشنة وجارحة على مسامع الأخرين فتثير الضيق والإرتياب والبلبلة والنفور فى النفوس
فى كل مناسبة وظرف ومع مختلف العلاقات ثمة مايجب أن يقال وما يستبعد ولايقال فما يلائم حديثا بين عاشقين يختلف عنه ما لو بين صديقين أو زميلا عمل وإن إتجهت إلى ما يحمل ذات المعانى التى تبنى وتمد أواصر المعرفة والتواصل وتسلك فى القلوب سبل المحبة
فى الظروف التى نمر بها تلك من أخطار تحدق بالجميع جراء كوفيد-19 وغيره وفى كل حين أيضا نحتاج نحن إلى أن نرأف ببعضنا البعض
إستبعد كل الكلمات الغير لطيفة ولاتهمل أناقة كلماتك أهتم كما تهتم بتناسق هندامك وروعة إطلالتك وسط الناس
سلامة ومتانة علاقاتنا مرهونة بنوعية تلك الكلمات التى نعتمدها فى أحاديثنا
فلن يكون هناك أى مظهر للود بلاكلمة طيبة و لن تشرق فى النفوس ألوان المحبة إلا بإلأسلوب الإنسانى المهذب اللطيف
بالملافظ السَعد تتلألأ حياتنا ويطرق السرور أبوابنا





