متولى عمر يكتب… من أعلام الدقهليه رموز صنعت تاريخ البرلماني الراحل هرماس رضوان

ليس شرطًا أن تكون نائبًا في البرلمان؛ لتخدم الناس، فهناك من يتفانون في خدمة الغير دون مقايضة الخدمة بالصوت الانتخابي.وليس شرطًا أن تتمتع بالحصانة البرلمانية؛ لتتمكن من الوصول لمسؤول، فهناك من جعل خدمة الناس رسالة، ففتحت له أبواب كل المسؤولين وليس شرطًا أن تقصر خدماتك نائبًا برلمانيًا على أبناء دائرتك، فهناك من أدرك أنه نائب عن الشعب فامتدت خدماته لأبناء دوائر ومحافظات أخرى.وليس شرطًا أن تحيا في ذاكرة الناس كونك نائبًا حاليًا أو سابقًا في البرلمان، فهناك من دخل البرلمان وخرج منه دون أن يترك بصمة في ذاكرة المقربين منه، لقد حفر الدكتور هرماس رضوان، رئيس نادي بني عبيد الراحل، في محافظة الدقهلية، اسمه في قلوب أهل مدينته، منذ أن قرر خوض انتخابات مجلس الشعب عام 1990، ونجح في أول دورة له، وكان صادقاً مع من انتخبوه وقتها، فاستطاع خلال وقت قصير، أن يحول قرية بني عبيد إلى مدينة.
وواصل “هرماس” طموحه لأهل مدينته، التي تحولت إلى مركز إداري، يحتوي على مركز للشرطة، ومستشفى مركزي، كما حقق حلمه في بناء أكبر إستاد رياضي بالمنطقة، والذي يتسع لعدد 30 ألف متفرج.
تمكن البرلماني الراحل من النجاح في 3 دورات متتالية، وكان بحجم حلم أهل الدائرة، فأنشأ كورنيش للمدينة، وسلم بعدها الراية إلى شقيقه، الدكتور مكرم رضوان، الذي فاز هو الآخر في دورتين برلمانيتين، إلا أنه لم ينقطع أبداً مع شقيقه، في مواصلة العطاء لأهالي الدائرة. توفاه الله .
وتصدر خبر وفاة البرلماني السابق الدكتور هرماس رضوان وسائل التواصل الاجتماعي، نعاه كل من عرفه ومن لم يعرفه، لم تتوقف عبارات الرثاء عند أبناء الدائرة التي مثلها في البرلمان (بني عبيد) بل امتدت إلى دوائر ومحافظات أخرى من التي امتدت يده لها بالخدمة.هرماس رضوان كان نائبًا عن دائرة واحدة في محافظة الدقهلية، لكن أبناء الكثير من أبناء محافظات مصر تعاملوا معه على أنه ممثلهم في البرلمان، يقصدونه في كل مشاكلهم، ويقصدهم بخدماته، يعرف كبيرهم وصغيرهم، ولم يمل من طلباتهم.اعتزل الرجل البرلمان منذ عشر سنوات، لكنه لم يعتزل خدمة الناس، فالملفات التي تحمل هموم البسطاء لم تبرح حقيبته، وجولاته على المسؤولين؛ لقضاء الحوائج لم تتوقف، ومنزله لم يوصد في وجه من يقصده. عندما رحل رضوان سرادقات العزاء التي امتلأت بها وسائل التواصل الاجتماعي لرثاء هرماس رضوان درس لكل من قنص الحصانة بأصوات الناخبين ثم أدار لهم ظهره، ولكل من اكتفى بالتواجد في سرادقات العزاء، أو بخدمة المقربين، حتى إذا انتهت مدته عاد؛ ليتوسل ويعتذر ويجدد وعود لم ينفذها.سرادقات عزاء هرماس درس لكل من حصل على حصانة برلمانية لم يستحقها، ولكل نائب مثل دوائر لم تطأها قدمه، ولمن هجر الناس عندما هجرته الحصانة.
رحم الله نوابًا ظلوا أحياءً بعطائهم

زر الذهاب إلى الأعلى