أسيرة قلبي الجزء الثاني

كتبت / مني خليل
تهزمنا الاحلام وتضعنا في خانة ضيقة لا نستطيع منها الخروج حتي نشعر بالاختناق هربت الدموع من عين نانسي رغما عنها رغم محاولة اكباحها . وحاولت أن تسيطر علي نفسها وقررت النزول من السيارة تواجه كل شيء حتي وان كان صعبا . راتهما يجلسان في ركن منزوي مقتربان كثيرا من بعضهما يمسك يدها ويقبلها كثيرا وهي تضحك . لن تستطيع أن تري أكثر من ذلك تفاجئ بها أمامهما تنظر لهما بكل احتقار واشمئزاز . تلعثمت في الكلمات شعرت بثقل داخل الحنجرة وهي تتكلم ( انتوا أحقر مما يكون .
انتي صاحبتي انتي عشرة عمري ) لم تكمل باقي الكلمات واسرعت الي سيارتها لم يلحقها أحدهما . لم تبكي لمياء بل ضحكت واحتضنت أسر وشعرت بالفوز هي تستحقه تشعر أنها اجمل وتستحق أكثر . ولكن لاحظت بعض من العبوس علي وجه أسر ولكن هي تستطيع أن تنسيه كل شيء .. وفي البيت انهارت نانسي بكت وصرخت واخبرت والدتها . حاولت والدتها تهدئتها وقالت لها كل الكلام المعهود في مصيبة الغدر والخيانة . ولكن لن يشفيها كلام العالم ولن يرضيها أي محاولة رضا عن ما حدث لها .
ثاني يوم قدمت طلب نقل من هذه الشركة الي اخري لا تريد أن تري هذه الوجوه الخائنة مرة أخري . وبعد اسبوعين كانت لا تفتح بهما اي مصدر تواصل اجتماعي . رأت أنها لازالت صديقتها علي الفيس بوك وتنشر صور خطوبتها علي أسر … يا لصدمة أنها وقحة للغاية الي هذا خدعت .
شعرت بأن قلبها مفتوح داخل عملية جراحية مستعصية صعب شفاؤه .. دخلت عليها والدتها ورأت وجهها مكفهرا حاولت أن تصبرها ولكن دون جدوى . حاولت نانسي أن تنسي كل جراحها بالانهماك بالعمل والحصول علي ساعات اضافيه. وفي يوم رغم كل بعدها عن مواقع التواصل الاجتماعي كانت هناك صديقة تعرفها قابلتها صدفة واخبرتها أن اليوم زفاف أسر ولمياء وبكل خبث كانت تريد أن تري ردة فعلها . ولكن نانسي .
أخبرتها أنها لا تهتم وتكره كل الرجال . ثم نظرت بوجهها وتكره أيضا كل الاصحاب وتركتها . وفي البيت حاولت الأم أن تنتشل ابنتها الي حياة جديدة فأخبرتها بعريس قريب لهم يريدها للزواج . ولكن تفاجئت الام برد فعل ابنتها الغير معهود . صرخت بوجهها وكسرت كوب الشاي الذي كان بيدها علي الارض . ( انا مبحبش الرجالة متجبيش سيرتهم تاني يا ماما لو سمحتي لو شايفاني عبء انا ممكن اعيش لوحدي ما تجبيش سيرة جواز تاني انا هفضل كده لوحدي ) جلست الام تبكي من ردة فعل ابنتها وما بين الحزن والدموع وعاطفة نانسي اشفقت علي الام ورتبت علي كتفها واخبرتها بان تتركها بحالها لأنها كرهت كل الرجال والاصحاب .
دعت لها الام بالهداية وتمنت أن تعيش سعيدة لأن صدمتها أثرت عليها وأصبحت عصبية أكثر من اللازم . وفي اليوم التالي وهي بطريقها للعمل تستقل سيارتها كانت تقف في إشارة مرور وسمعت اغنية من السيارة التي كانت بجوارها ( اندال . اندال . اندال ) شعرت بأن الجرح يقوي فيها حاولت أن تبعد بعيدا عن صوت الأغنية هذه . أسرعت بالسيارة وصورة أسر ولمياء أمام عينيها فرحين وهي وحيدة وحزينة أسرعت أكثر حتي تدوس علي وجوههم الخائنة ولكن انقلبت بها السيارة .. أمام غرفة العمليات كانت الام تبكي بشدة بعد أن أخبرها أحدهم بأن ابنتها في العمليات بعد حادث السير المروع . ظلت الام تدعي لابنتها كثيرا .
وبعد أربعة ساعات خرج الطبيب يطمئن الام بأن تحمد الله علي عدم تشوهات بالوجه ولكن ستعاني ابنتها طويلا من آلام الظهر وستحتاج لفترة طويلة من العلاج . بكت الام أكثر وبشدة . وبعد مرور عدة أسابيع قررت الأم أن تسافر بأبنتها الي المانيا عند خالها لتلقي جلسات العلاج الطبيعي . بدأت جلسات العلاج مع دكتور جون القاسي ثقيل الدم . كانت تكره هذه الجلسات ولكن كان خالها يهون عليها واصطحبها في أماكن كثيرة للتنزه ولكن مع كل هذا لا تنسي جرح قلبها اقوي من جرح ظهرها هي تتحمل جرح ظهرها ولكن قلبها لا .
أمرهم دكتور جون بمواصلة العلاج الطبيعي بمصر . وحجزت الام عند دكتور علاء كان معروفا في هذا المجال .. وفي المساء استعدت الام وابنتها للذهاب الي المركز . كانت نانسي عصبية حاولت الأم رفعها علي السرير مع الممرضة وكان دكتور علاء يلاحظ عصبية ابنتها في صمت . قام معها ببعض التدريبات البسيطة .. وأخبرها بعد انتهاء الجلسة .
بأن شفائها التام معتمد علي نفسيتها وأخذ يتحدث معها بهدوء ولكن شعرت براحة داخل عينيه وهو يحدثها تشعر بصدق . ولكن لالا لن تدخل هذه العواطف قلبها كل الرجال خائنون . وكل يوم تذهب الي جلسات العلاج مرة الام تتحدث عن ابنتها وعرف دكتور علاء الكثير عنها .
وبدأ يسأل عنها ويراقب صفحتها علي الفيس بوك أنها لم تدخلها منذ أكثر من شهرين . وكان اخر منشور لها ( ما اجمل الصداقة والحب ) أنه يشعر أنها تعيش صدمة لا يعلم لماذا هو مهتم بها هكذا . ولكن القلب ليس له قانون أو شرع حين يخبرنا عن ناس بأعينهم . وبالفعل عرف كل شيء من والدتها . لاحظت نانسي حسن معاملتها لها عن باقي المرضي وأنه لا يتحدث مع أحد الا هي فقط . أخبرها بأن الجلسات أوشكت علي الانتهاء . وأنه يريد رقم هاتفها للاطمئنان عليها .
ترددت وتذكرت أن كل الرجال خائنون رفضت وأخبرته بعدم امتلاك هاتف بالوقت الحالي . استأذنها أنه سوف يطمئن عليها عن طريق والدتها . وفي البيت ظلت الام تشكر في الدكتور علاء وتحكي عن موقفه النبيل معهم وله الفضل بعد الله في شفاؤها . لم تبالي نانسي وكأنها لا تسمع حتي رن هاتف الام وفرحت أنه دكتور علاء . حدثته الام ونظرت لها نانسي باستغراب .أن والدتها تعزمه غدا علي الغداء والشاي . سالتها نانسي . لماذا يا امي ؟ قالت لها الام وفي عينيها دموع ارجوكي اتركيني افرح كنت لا اعتقد انك ستمشين مرة ثانية علي قدميك دكتور علاء بذل مجهود كبير جدا . اشفقت الابنة علي امها وكانت لا تريد أن تعكر صفوها . وفي اليوم التالي أعدت الام كل ما لذ وطاب وأمرت نانسي أن تتعطر وتتزين مثل زمان رفضت نانسي بشدة . لماذا يا امي أرجو أن تخرجي من راسك اي وهم .
وجاء دكتور علاء شاب رياضي وسيم لاحظت نانسي أنه لا يشرب سجائر مثل أسر وأنه هادئ وصدره رحب ووالدتها تحبه . شعرت بجو الألفة ولكن ظلت تعاند قلبها . وغادر علاء فرحا ووعدته الام بلقاء اخر . نظرت إليها نانسي بدهشة . وبعد عدة أيام شعرت الام بدوار حاد وسقطت مغشيا عليها أمام نانسي . صرخت وجريت عليها حاولت أن استفاقتها . وطلبت الإسعاف .
وكانت في المستشفى تشعر بالوحدة فكرت بالاتصال من هاتف والدتها بدكتور علاء الذي أسرع حاضر علي الفور وأخبرته عن ما حدث وعاتبها علي عدم الاتصال . شعرت أنه أصبح فردا من العائلة . احببه قلبها ورفضه عقلها . تابع حالة والدتها التي استدعت المكوث بالرعاية المركزة عدة أيام . وخلال هذه الأيام كان هاتف والدتها معها وعلاء يتصل عليها باستمرار وهي وحدها .
وكان يتقابلا بالمستشفى في ميعاد الزيارة تشعر بروح علاء تحوم حولها وتحرسها هو غير أسر بكل المعاني يتحمل المسؤلية يعتمد عليه حقا غير أسر الذي لا يهتم بالتفاصيل علاء يعشق الاهتمام بالتفاصيل كاملة . وفي حديقة المستشفي كانت نانسي تمشي وتشم رائحة الزهور وتنظر الي قرص الشمس تحاول أن تسترد باقي عافيتها من نور الشمس . وتفاجئت من ورائها بصوت علاء .
نظرت له من خلال ضوء الشمس وكأنها اول مرة تراه عيناه عسلية وبريئة مثل عينيها هو حقا يشبهها . تشعر بالفرحة عند رؤيته ولكن عقلها يمنعها . اعترف لها بحبه. شعرت بأنها استيقظت من عالم الاحلام وتذكرت الخيانة . فأبتعدت عنه وتغيرت ملامح وجهها . لالا انا لا احب احد ..
وابتعدت وتركته وحده . وبعد أن خرجت الام من المستشفى أخبرت ابنتها بأن علاء يريد الزواج بها . رفضت بشدة معلنة غضبها . ثم . دق جرس الباب وحضر علاء للاطمئنان علي والدتها . فرحت عندما رأته ولكن ذهبت الي الشرفة وراته بجوارها قال لها كلمة واحدة ضمت جميع المعاني واخرصت عقلها عن الحديث
( انا بحبك ) صدقه قلبها وهي دائما أسيرة هذا القلب وعدها بعدم الخيانة والتخلي أمرها بأحضار ورقة وقلم ليكتب التعهد . هي تشعر من عينيه أنه مختلف ليس مثل أسر الخائن . وافقت ورقص قلبها وارتاح عقلها وكانت أول صورة لها علي الفيس بوك بعد ثلاثة شهور اغلاق . صورة عرسها وهي بالفستان الابيض مع علاء وفوق الصور مكتوب انا أسيرة قلبي  وانت قلبي .
وفي صفحة صديقتها لمياء اعلان طلاقها من زوجها الخائن بعد أن خانها مع صديقة مقربة .
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏

زر الذهاب إلى الأعلى