السيد عبد اللطيف..يكتب..لاتُهدر وقتك وجهدك فيمالا ينفعك

تَقَبَّل أن في الحياة أشخاص لا يشبهونك ..

ولا يُفكّرون كما تُفكّر ويختلفون عنك ..

كما تختلف بصمات الأصابع ..

أن تجعل ذاتك مقياساً لكل من تراه ..

فمن شابهك رضيت عنه ..

ومن خالفك سخطت عليه ..

فذاك ضربٌ من الجهل والغطرسة والغرور ..

قبول المختلف بحُبٍ ورحابة صدر ..علامة على النُضج والوعي ..

النُضج هو أن تتريّث أن تتمعّن ..

في خطواتك واختياراتك وقراراتك ..

أن تعطي كل أمر ما يستحقه ..

من العناية والاهتمام ..

أن لا تهدر وقتك وجهدك فيما لا ينفعك ..

أن تبتعد عن ما يؤذيك ..

أن تنظر للبعيد وتتجاوز مدار رؤيتك القريبة ..

أن توازن بين عقلك وقلبك ..

في سن النضج يبدأ المرء في التوقف ..

عن الجدال والمشاحنات ..

ويضع السلام النفسي والراحة ..

على رأس أولوياته بل من أشدها أهمية ..

من أمارات النضج قبول الناس على علّاتهم ..

وخفض سقف المعايير في العلاقات ..

من أمارات النضج ..

أن تنطفئ رغبة التطلّع لأن تُعْرَف ..

أن يستوي عندك الخفاء والأضواء ..

أن لا ترغب بأن يشار لك بالبنان ..

وخالي البال من لهث الناس بالناس ..

من أمارات النضج أن يأتيك الأمر ..

الذي كان يجعلك تنهار ..

فيمر على قلبك مرور الكرام ..

تستيقن أن أمر الله كله خير ..

ومنعه خير وبلاؤه خير ..

فيطمئن له قلبك وتطيب به نفسك ..

تصل لمرحلة معينة من النضج ..

لا يهمك فيها تحصيل رضا أحدهم ..

بقدر ما يهمك رضاك الداخلي عن نفسك ..

تعمل فيها ما يريّحك ..

وتتجاوز الكثير بقلب بارد ..