محمد دويدار.يكتب.الأخلاق في الإسلام

 

إنّ الأخلاق لها مكانةٌ رفيعةٌ في الدين الإسلامي، ومما يدل

على ذلك الحثّ على التخلّق بها، والعمل على تنميتها، بأحسن

الصور والأفعال، إذ إنّ الإسلام يقوم على أربعة أصولٍ، وهي:

الإيمان، والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، ولذلك كان

post

للأخلاق الفاضلة نصيباً وافراً في القرآن الكريم، والسنة

النبوية، كما أنّ الفطرة السليمة تدعو وتحثّ على الأخلاق

الفاضلة الكريمة، فإنّ الصدق، والأمانة، والوفاء بالعهود،

والصبر، والشجاعة، تستحقّ حمد صاحبها، والثناء عليه،

وذلك استناداً إلى العقل والتفكير السليم، كما أنّ الكذب،

والغش، والخداع، والغدر، والبخل، تستحق ذم صاحبها، ومن

الجدير بالذّكر أنّ الدعوة إلى توحيد الله عزّ وجلّ، ونشر

رسالة الإسلام، من الأمور التي تتطلب التحلّي بالأخلاق

الكريمة والفاضلة، من القائم بها، وإنّ الرسول صلّى الله عليه

وسلّم، والصحابة رضي الله عنهم، من أوائل الدعاة الذين

تحلّوا بالأخلاق النبيلة، ومما يدل على ذلك وصف الله

-تعالى- لنبيه محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، بقول الله تعالى:

(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ومن الواجب على كلّ مسلمٍ

الاقتداء برسوله، وأخلاقه.

أهمية الأخلاق في الإسلام

تتمثل أهمية الأخلاق الحسنة والكريمة، بالعديد من الأمور التي تتحصّل بحسن الخلق، وفيما يأتي بيان بعضها:

إنّ الأخلاق تعدّ الغاية التي من أجلها أرسل النبي محمدٍ صلّى

الله عليه وسلّم، حيث ورد عنه، أنّه قال: (إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ

مكارمَ، و في روايةٍ صالحَ الأخلاقِ)،وذلك يدل على أهمية

الأخلاق، إلّا أنّ العقيدة الإسلامية، وعبادة الله تعالى، أهم

من الأخلاق، إلّا أنّ الأخلاق الكريمة من الأمور الهامة، وذلك

بسبب ظهورها للناس، فإنّ العقيدة غير ظاهرةٍ؛ لأنّ محلها

القلب، كما أنّ العبادات لا تظهر جميعها بشكلٍ واضحٍ، لكنّ

الأخلاق واضحةٌ من خلال تعامل الشخص مع غيره، وبذلك

فإنّ الحكم على الدين مبنيٌ بالحكم على الأخلاق، كما أنّ

الأخلاق من أنجح وأقوى الوسائل في الدعوة إلى الله تعالى،

ونشر رسالة الإسلام، وبعدم الامتثال بالأخلاق الحسنة،

صرفاً للناس عن الإسلام، ومبادئه، وشريعته.

إنّ الإسلام عظّم الأخلاق الحسنة، حيث إنّ الأخلاق في

الإسلام، لا تعدّ سلوكاً فقط، وإنّما هي في الحقيقة عبادةٌ

يكتب عليها الأجر من الله تعالى، كما أنّها من مجالات

التنافس بين العباد، وهي من عوامل التفاضل بين الناس يوم

القيامة، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ أحَبَّكم

إليَّ وأقرَبَكم منِّي في الآخرةِ؛ أحاسِنُكم أخلاقًا).

زر الذهاب إلى الأعلى