كتب د.نصر الدين مبروك نهضة التعليم وإصلاح المعلم

 

لا يمكن الحديث عن نهضة وإصلاح التعليم بمعزل عن إصلاح المعلم وأحواله وذلك بإعتباره أحد المكونات الأساسية لمنظومة المستقبل في الجمهورية الجديدة ، وإن إعداد المعلم وتطويره من أهم العوامل التي تساعد في تحقيق النهضة التربوية المرجوة التي تؤدي بدورها إلى نهضة المجتمع، فالمعلم الكفء هو المعلم القادر على تحقيق أهداف مجتمعه بصورة فعالة ومواجهة تحديات القرن الجديد حيث ثورة العلم والتكنولوجيا وثورة المعلومات والإتصالات لذا أصبح لزاماً علينا الإهتمام بالمعلم من شتى الجوانب من حيث إختياره وإعداده وتأهيله وتزويده بكل ما يفيده تربوياً في تحديد أهدافه التعليمية، وإختيار أفضل الطرائق التدريسية والأنشطة التعليمية والتقنيات التربوية الملائمة للمواقف التعليمية وغيرها مما يُعينه على التعامل مع الفروق الفردية وتقدير إحتياجات الطلاب وتقييم عمليات التعلم لمواجهة تلك التحديات.
لقد تركزت جهود دول العالم المختلفة في العناية بنظم إعداد المعلم إعداداً جيداً، علمياً وثقافيا ومهنياً بجانب قدرته على تنمية نفسه وتطوير معلوماته ومهاراته، فنجد أن سنغافورة تهتم بتطوير معلميها إيماناً منها بأن أداء المعلم له تأثير أكبر على التحصيل العلمي للطلاب من أي عامل آخر كما يزيد من فعالية أداء الطالب، ومن هنا شرعت وزارة التعليم لديها بتطوير معلميها من خلال عدة آليات( اتباع نظام إعداد متميز للمعلم، وتنميته مهنياً ورفع مكانته إجتماعياً ومنحه الرعاية والإهتمام ، وأيضاً من تلك الدول التي أولت إعداد المعلم إهتماماً كبيراً دولة فنلندا، حيث يمثل التعليم أولوية خاصة لديها، وكما نعلم ان التعليم المدرسي في فنلندا يحظى بأعلى المعايير على المستوى العالمي وتحتل المرتبة الأولى في قائمة أفضل بلد في العالم من حيث التعليم والإقتصاد والصحة والبيئة ونوعية الحياة العامة وأكثر البلدان استقراراً في العالم ويُعزى النجاح الذي حققته فنلندا إلى حد كبير إلى الإهتمام بالتعليم وإعداد وتطوير المعلمين لديها.
وختاماً، إذا أردنا إصلاح العملية التعليمية، فلنبدأ بإصلاح المعلم، وإصلاح أحواله المادية والمعيشية وعودة هيبة المعلم ، والثقة في اهمية دورة ومكانته في المجتمع الذي يعيش فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى