أخر الأخبار

بوح العاشق قراءة في قصيدة (وحشانى) للشاعر علي عبدالناصر

القصيدة العامية كلهجة من لهجات اللغة؛ تُعطي فضاءً واسعًا لكاتبها ليسلك بها كل درب ويصعد بها كل فلك , والشاعر المبدع علي عبدالناصر ينصهر بمشاعره, ونبضه عند كتابة القصيدة, بل وتكتبه القصيدة وتوزع أحاسيسه في فضاءاتها, وتغرق في البوح الصادق.

وفي قصيدته(وحشاني) تتجلى صورة الوطن/المرأة, فالمرأة كانت عند الشعراء –منذ القدم-رمزا للتعبير عن كل معنى جميل, فهو ينادي مصر قائلا:

وحشاني

وجاي فاتح دراعاتي

وبنادي عليك…

post

سمعاني؟

خديني يا حياة عمر

ف أحضانك

وضميني…

هنا تتجلى مصر /الأم , تلك الأم الرؤوم التي يشتاق ابنها وينادي عليها كطفل صغير ليرتمي في أحضانها..

ثم يقول في نفس القصيدة:

وأخاف النسمة تجرح قلبك الأخضر

أنا عاشق تراب نيلك

وهايم في مواويلك

وبحكي لكل خلق الله

عن طيبتك وعن أصلك

وبحكي لهم غرام وصلك

وظَّف الشاعر اللون الأخضر للتعبير عن قلب المحبوبة (مصر) واللون الأخضر له دلالات رمزية واسعة فهو لون الخصوبة والنماء والزروع وهو يمثل النقاء والطهر , فتوظيف الألوان سمة أسلوبية يوظفها الشعراء في إنتاج دلالات شعرية مُوحية وحالات شعورية وصور أدبية جميلة .

ثم تأتي المفردات الصوفية في قوله:

(عاشق تراب نيلك/ وهايم في مواويلك)

فالعشق والهُيام مفردات من القاموس الصوفي, توشح القصيدة بوشاح من المحبة والتعلق الروحي بالمحبوبة(مصر)

ولا تتسع السطور القليلة هنا في الكلام عن المجازات واللغة الشعرية العالية التي نجح الشاعر في ترصيع قصيدته بها, وكذلك الإيقاع النغمي الجميل, كما نجح الشاعر في الوصول بقصيدته إلى غاياتها الجمالية والشعورية دون أن تترهل أو تطول أو تقصر,…

كل الأمنيات بمزيد من الإبداع المتفرد.

عبدالناصر عبدالمولى

شاعر وناقد

زر الذهاب إلى الأعلى