محموددرويش..يكتب..ذكرى اليوم العالمي للمرأة

 

الثامن من مـارس ذكرى أول اجتماع لإتحاد نسائي ديموقراطي عالمي عُقِد في باريس عـام 1945.

 

لا يفوتني الحديث عن أُمي، أستحضر المشاهد وأُلَملِم القصاصات والكوادر في ذهني لأنتقي نذرًا من فيضٍ يُسعفني لأقص نقطة في بحرٍ!

 

post

مُنذ أيام صافحتها، طالعت يديها خلسةً، مليئة بندوب لآثار حروقٍ بسيطة – كانت تلك آثار الطهي، تهرَع هي إلى طهي كُل الأشكال والصنوف، لا تتوانى لإرضاء أذواقنا الأفلاطونيّة.

 

أول المُستيقظين في بيتنا، وآخر النـائمين، بُليَت بنا ورُزقنا بها، الخطوط السوداء تستوطن أسفل عينيها منَ الإرهاق.

 

تمكُثُ على سجادة الصلاة لتُحدث الله بشأني أنا واخـوتي، أستغرُب أحيانًا من إنفراجات العُقَد بحياتي، لست صالحًا لهذا الحَد، لكنّ خاطرها بالسماءِ يكفي لأن يتغمدني الله بأقدار الرحمة لا بموازين العدل.

 

أعلمُ أن أسلوبي يخونني أحيانًا، لكني أُشهِد الله على ما في قلبي إيذائها دومًا، وأتمنّى لو أنها تنهَل من أعمارنا فتُخلّد بالحياة كما هي خالدة في نفوسنا.

زر الذهاب إلى الأعلى