ولكنهم يكرهون الأطفال .. لو يحبّون الأطفال !
بقلم عبير ضاهر
إن ميلاد طفل هو فأل حسن وبشارة خير وفرحة كبيرة تملأ قلب والديه ونسارع بتقديم التهنئة وتقديم الهدايا للتعبير عن مولده فإن كان الأطفال مثل الزهور المتفتّحة من حولنا ؛فهل الأفضل لهم ولنا أن تكون حدائقنا مليئة بزهور الزابلة ؟!
خاصة وأن إنجاب طفل ليس نزهة مجانية ولا وسيلة لدفع الملل بالإلتهاء!
أعلنت منظمة اليونيسيف التابعة لهيئة الأمم المتحدة والمعنية بالطفولة حول العالم عن ولادة أكثر من 300ألف طفل بأول يوم فقط من عاملنا الحالى كما تتوقع أن يصل عدد المواليد خلاله الى 140 مليون أى أنه سيولد فى كل شهر مايقرب من مليون و116 ألف طفل والذى يعنينا هنا وإن كان أمر الطفولة يعنى الجميع فقد رصدت اليونيسيف عدد من وُلّدوا فى مصر مع بدء العام ما يقرب من 9455 ألف طفل!
وهنا إلى الأباء والأمهات لما لا تكتفى كل أسرة بطفلين ولن أقول طفلا واحدا ولكن المخجل فعلا والمثير للدهشة والعجب أن غالبية من لديه طفلان يود إنجاب الثالث ومن لديه ثلاثة يقلد البقية ويسعى لإنجاب الرابع وهكذا الى أن وجدنا عددنا فى تزايد وأحوالنا فى تدنى ببساطة لان إنجاب طفل هو مسؤلية فإنجاب طفل هو مسؤلية كبيرة وعبء أكبر على أسرته ثم على مجتمعه فهذا الطفل له حقوق يجب توفيرها له وتقديمها له جميعها وإلا سنجعله عندما يعى ما وضع به من ظروف محيطة قصرت بحقه الى إمتلاء نفسه بالنقمة على أسرته ومجتمعه ويجد نفسه يتكيف ويتقدم فى الحياة بقوة دفع وضغط الظروف إنسان يأكل ويشرب ويشب ثم يشيخ وتطلعاته تتبعثر وأمنياته فى عيش كريم تتلاشى والأسوء أنه قد يضعف ويكرر ما حدث معه ويحدث من حوله فأول ما يحرم منه هو تعليم جيد فى ظل ظروف ضاغطة وسكن ملائم وسط كثرة متزايدة وغلاء لايهدأ ولن نلقى باللوم على أحد هنا فلامتسع للتملص من المسؤلية فقرار إنجاب طفل يأتى من أثنان فقط هما الأب والأم فلما تبدأ المعضلة من عندنا ثم نفتش عن من يتحملها عنا .أرى أننا بحاجة ماسة الى إعادة تقديم وعمل الحملات التوعية لتنظيم الأسرة من الطريف أنه كان يقدم من عقود ونحن أطفال إعلانات لاقت صدى وتأثير ونتيجة أيضا بهذا الخصوص منها
إعلان أبو كتير عن رجل يعمل ويكد ليكفى أسرته ويعولهم فى الوقت الذى تنجب له زوجته طفلا وراء أخر ولايكفى وكأنه ينثر جهده وثمار فى الهواء فتظهر الفنانة القديرة إحسان القلعاوى وهى بطلة الإعلان وتقوم بدور الزوجة المنهكة من كثرة الحمل والإنجاب وتظهر ببطن بارز تحمل على أحد كفتها طفلا ويجذب ذيل جلبابها أخر ويتبعه عدد أخر ويأتى صوت الزوج بصوته الأجش مناديا على الزوجة وقام بدوره الفنان محيى الدين عبد المحسن يطلب منها أن تحضر له الطعام تقريبا وهى فى دوامة من متطلبات الأبناء هو يعمل ولايكفى وهى تقدم ولاتوفى !
كان إعلان طريف ومؤثر فعلا يثير الشفقة والبسمة والتفكير هذا بالإضافة لبرامج توعية أخرى قادتها الفنانة كريمة مختار ومع إزدياد التعليم هل نحن مازالنا نفرط ونتجاهل ما تأكدنا وعرفنا من مضاره على كل منا تحمل المسؤلية تجاه ذاته وأسرته فقبل أن يقرر كل أب وأم من إنجاب طفل جديد توجه بالسؤال الى نفسك هل وفرت له متطلبات حياة لائقة بإنسان؟!..لقد كرم الله الإنسان بالعقل فلما نحتال على أنفسنا ونركن الى مفاهيم ورثناها من أيام الدعة وتعطيل العقل من أمثلة أن الأولاد عزوة وغيرها الكثير المليل إن السماء لاتمطر ذهبا ولافضة فاعملوا كما قال الفاروق عمر بن الخطاب فهل عملنا؟ هل وفرنا مايلزمه ؟يكفى ما حولنا من متاعب وضغوطات مادية وأختناقات إقتصادية لما نقحم بها روح برئية ؟!
وسط الإحصائيات التى ترعاها مختلف المؤسسات بمختلف دول العالم من أجل البحث عن حلول والتى تؤكد زيادة معدلات الفقر وغياب الأمن الغذائى والعجز عن توفير وسد الإحتياجات اللازمة والضرورية من تعليم ورعاية صحية وإجتماعية
وأوضحت منظمة الأغذية والزراعة الى بإرتفاع مؤشر الجوع وأن عشرات الملايين من البشر مهددون بالموت جوعا !
وأشارت التوقعات إلى أن عدد سكان العالم سيصل خلال عامين فقط إلى أكثر من 8مليار شخص أقل من 2مليار يحيون فى ظروف معيشية مرتفعة وملائمة تقدريا والستة مليارات ينتمون الى الدول النامية يعانون الأزمات على كافة المستويات ظروف المعيشة والتعليم والسكن والرعاية الصحية والترفيهة أى يحيون نصف حياة فى الوقت الذى يصر الغالبية منهم رغم ذلك على تضاعف معاناتهم ومظاهر سوء ظروفهم بإنجاب المزيد من الضحايا من الأطفال !
ليس هذا فقط بل كشفت الإحصائيات أن نصف الفقراء فى العالم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 17عاما!
متى يتوقفون ؟ لا أحد يدرى ربما عندما يموت نصف سكان العالم يأسا وفقرا ومرضا وجوعا !..
لانرجو إلا التعاطى بوعى ويقظة مع الأمر فقبل إنجاب طفل إن توفر له حياة ملائمة أو نتراجع نهائيا