دارفور تشتعل من جديد.. الدعم السريع يُحكم قبضته على الفاشر وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة
عبدالرحمن السروى
في تطور خطير للأزمة السودانية، أعلنت تقارير دولية أمس السبت 2 نوفمبر 2025، أن قوات الدعم السريع (RSF) نجحت في السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد أشهر من الحصار العنيف والاشتباكات المستمرة مع الجيش السوداني.
وقالت مصادر محلية ومنظمات إنسانية إن المدينة، التي كانت آخر معاقل الجيش النظامي في الإقليم، تشهد انهياراً كاملاً في الخدمات الأساسية، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية، وتحذيرات من كارثة إنسانية تهدد مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل المدينة.
ووفقاً لتقارير صادرة عن “الأمم المتحدة” و”هيومن رايتس ووتش”، فقد تم تسجيل انتهاكات جسيمة بحق المدنيين عقب دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة، تضمنت اعتقالات عشوائية، وأعمال نهب واسعة، وتدمير لمنازل ومرافق طبية.
المحللون يرون أن سقوط الفاشر يمثل منعطفاً حاسماً في مسار الحرب السودانية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، إذ تُعد المدينة نقطة استراتيجية تربط ولايات دارفور بالعاصمة الخرطوم، كما أنها تمثل رمزاً للمقاومة ضد تمدد قوات الدعم السريع منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.
وفي الوقت نفسه، حذرت منظمات الإغاثة من أن انقطاع الطرق المؤدية إلى الفاشر يجعل من الصعب إيصال المساعدات الإنسانية، فيما تتحدث شهادات من الداخل عن مقابر جماعية وموجات نزوح ضخمة نحو مناطق صحراوية تفتقر لأي مقومات حياة.
الأمم المتحدة طالبت جميع الأطراف بـ”وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة”، فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى تحرك عاجل لإنقاذ المدنيين ووقف ما وصفه بـ”أسوأ أزمة إنسانية تشهدها القارة منذ سنوات”.







