آدم خضر يكتب .. السنه والفقه والدراما المصرية
آدم خضر
اذا استيقظت في الصباح وأمرك والدك بأن تشعل لفافة من التبغ ، وتذهب لتصلي فرضا واحدًا من فروض الله طوال اليوم وكانت حجته المبينة هي أن الله تعالى لم يذكر في القرآن أن التدخين حرام ، ولم يذكر أيضًا عدد الفروض التي نُصليها لكن الله تعالى قال “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ” فجاءت السنة وبينت مقدار الركعات وهيئات الصلاة، ومقادير الزكاة ، لكن أباك لم يرضخ إلى السنة النبوية بل اكتفى بما هو حاضر في القرآن الكريم ، وما فعله أباك فعله الكاتب والسيناريست ابراهيم عيسى في مسلسله الدرامي الذي يعرض في رمضان ” فاتن أمل حربي ” عندما جائت الفنانة نيللي كريم والتي تقوم بدور ” فاتن ” لتسأل أحد مشايخ الأزهر الشريف عن حقيقة قول الله تعالى بأن الأم تُحرم من حضانة أولادها إذا طُلقت ؟ فيجيبها الشيخ نعم تُحرم فتسأله هل قال الله أنها تُحرم فيجيبها لا بل ذكر الفقه أنها تُحرّم فترد عليه ” أنا مليش دعوة بالفقه ده أنا عاوزه كلام ربنا ” وكأن الفقه هذا مستمد من شركة قومية ، ولإن الكاتب يريد أن يترك رسالة تتضمن عدم اتباع السنة والفقه أراد أن يلعب على عواطف المشاهدين بحجة أن الله رحيم لا يقبل أن تكون الحضانة لغير الأم فجعل الشيخ الأزهري الذي يحاور ” فاتن ” مستسلما تماما غير معطاء لأي دليل ولا جواب ، لكنه لو كان شيخا أزهريا حقيقيا لذكر كلام النبي صلى الله عليه وسلم “عَنْ عبدالله بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً، وَإِنَّ أَبَاهُ طَلَّقَنِي، وَأَرَادَ أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ، مَا لَمْ تَنْكِحِي. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ. وكانت كلمة مالم تنكحي دليل واضح على أن حضانة الاطفال من حق الزوج ، لكن الكاتب أراد أن يحصر السيناريو على أمر معين حتى يتحقق له مراده ، فهو يريد عدم اتباع المشاهدين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم والاكتفاء بالقرآن الكريم في حين أن الله تعالى قال في القرآن ” وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ” .
