بسبب الحظر الجزئي.. كاتبة مصرية تتحول إلى عين على جنيف
كتبت هند محمد
فور إصدار مقاطعة جنيف السويسرية قرارها بإعادة فرض الحظر الجزئي على سكانها الذي لا يتجاوز عددهم نصف مليون نسمة، غالبيتهم من عمال المنظمات الدولية التي تتخذ من المدينة مقرًا لها. أدى ذلك الإعلان إلى اتجاه الكثيرين إلى العمل من منازلهم وتحويل حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي إلى منصات لنشر الأخبار والصور والحكايات وتبادل الخبرات، ومن بين هؤلاء الكاتبة د.آمال عويضة مراسلة جريدة الأهرام لدى مكتب الأمم المتحدة في المدينة منذ أبريل 2017.
تقول د.آمال عويضة: “بسبب الحظر الجزئئ واختفاء الفاعليات من أمسيات المدينة وبقائي في المنزل لفترات أطول تفاديًا للخروج أو التواصل عن قرب مع الآخرين، اتجهت لتمضية وقت أطول على شبكات التواصل الاجتماعي وبسبب عدم قدرتي على الاحتفال بعيد ميلادي، تشجعت لتمضية اليوم مع الأهل والأصدقاء افتراضيًا عبر حساب الفيسبوك.
في البداية وعدتهم بعشرة فقرات بث مباشر (لايف) في العشرين من شهر أكتوبر المنصرم، للحديث عن أهم 10 محطات في حياتي، وفوجئت بالمتابعة الواسعة وتشجيع الأصدقاء والمتابعين على الاستمرار.
وكانت الموضوعات كالتالي: النشأة والميراث من أم من الدلتا وأب من الصعيد، وطريق العمل الصحفي وتجربة العمل في الأهرام، الإذاعة وتجربة العمل مذيعة في إذاعة صوت العرب. و3 فقرات متتالية عن مسارات روحية عن تجربتي في العمرة، وفي زيارة مقام سيدي ابو الحسن الشاذلي، ثم طريق الحج لكاتدرائية مار يعقوب في اسبانيا.
وتجربة “بيت صافية” كنموذج للعمل التنموي مع النساء والأطفال في حي المرج الجديدة بمنطقة كفر الشرفا، ثم فقرة عن دروس من علاقات الحب التي تعلمت منها الكثير، ثم الغربة وتجربة جنيف الفارقة، ثم فقرة أطول عن تحولاتي الفكرية”.
ونتيجة لخبرتها عويضة الطويلة وحديثها الصادق من القلب بلغة بسيطة وسهلة، تضاعف عدد طالبي الصداقة والمتابعين الذين نصحوها بالاستمرار في تقديم فقرات يومية أو أسبوعية تتضمن جزء من خبراتها المتميزة كصحفية ومترجمة سابقة لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيث كتبت تحقيقاتها من فلسطين في الانتفاضة الثانية عام 2000، وشاركت في عمليات الإغاثة بعد غزو العراق في 2003، وكذلك في السودان وتشاد في 2007 لمساعدة لاجئي ونازحي دارفور، فضلًا عن تجاربها كمذيعة سابقة في إذاعة صوت_العرب ومعلقة على الأخبار لبرنامج نهارك سعيد على قناة نايل لايف. ولديها عدد من الكتب والدراسات المنشورة من بينها: فلسطينيات الفائز بمنحة وجائزة أحمد بهاء الدين للباحثين الشبان، وسيدة الأحلام المؤجلة/ قصص قصيرة، ورجل الحواديت/نصوص نثرية بالعامية المصرية، وتزييف الوعي العربي عن بحث الدكتوراه لتي أنجزتها في مايو 2016.
من جهة أخرى، تسبب الحظر الجزئي الذي فرضته سلطات المدينة الدولية في حالة من الحذر والتوتر حيث أشارت جريدة تريبون دو جنيف الأشهر والأكثر انتشار أن هناك حركة دائبة في المستشفى الجميع بسبب تضاعف الإصابات عشرة مرات ما بين التاسع من أكتوبر والأول من نوفمبر، مع تشكك المسئولين في كفاءة استيعاب المستشفى الجامعي للحالات في ظل وجود ٨٧٠ سريرا منهم ٦٦ للعناية المركزة و٧٩ للحالات المتوسطة، وذلك بسبب زيادة عدد الإصابات مقارنة بالموجة الأولى في الربيع المنصرم. وتعد جنيف أشهر مدن سويسرا، بعد برن العاصمة وزيورخ، وتعتمد الفرنسية لغة رسمية لها من أربع لغات رسمية في سويسرا، وهي الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانش. وكانت سلطات المقاطعة قد أعلنت عن فرض الحظر الجزئي بسبب ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد- 19) منذ مساء الاتنين ٢ نوفمبر ويوميا من السابعة مساء حتى الصباح وذلك حتى ٢٩ نوفمبر، على أن يتم إغلاق المطاعم والحانات والمتاجر غير الأساسية وأماكن الترفيه، واستمرار الدراسة مع توقف القطارات والحافلات الليلية في الحادية عشر مساء مع التشديد على تطبيق كافة إجراءات السلامة ومن بينها ارتداء الأقنعة في كافة الأماكن، وحث سكان المدينة على العمل من المنزل ومطالبة المرضى وكبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاما بالبقاء في منازلهم. وتتباين التدابير من منطقة إلى أخرى في سويسرا، حيث تتمتع المقاطعات الـست والعشرون باستقلالية فرض ما يناسبها فيما يتعلق بقضايا الصحة العامة.