سؤال في صوره رساله

بقلم ..عطيه  لاشين من علماء الازهر الشريف

من مستمع يقول في رسالته :

أعمل مندوب مبيعات ومن قواعد المهنة لابد من عروض من ثلاث شركات على الأقل ليرسو العطاء على الاقل سعرا فأحضر عرضا واحدا من صاحب شركة معينة وصاحب هذه الشركة يقوم بضرب عرضين من غير علم أصحابهما فهل يجوز ذلك ؟.

الحمد لله رب العالمين قال في القران الكريم 🙁 يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا) والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنه (اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطا عنها).

أخرجه ابن ماجه في صحيحه وهو حديث صحيح .

post

وبعد:

فإن المولى عز وجل لم يخلق أي كائن حي إلا وقد ضمن له رزقه قبل أن يوجده في الحياه قال تعالى :(وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسالك رزقا نحن نرزقك والعاقبه للتقوى).

وقال عز من قائل 🙁 وكأين من دابه لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم ).

وقال العليم القدير الرزاق الكريم 🙁 قل من يرزقكم من السماوات والارض قل الله) .

و رغم أن الله تكفل بأرزاق الكائنات كلها ومنها الإنسان إلا أنه أمرنا بأن نأخذ بالأسباب وضرب اكباد الأرض سفرا التماسا لرزق الله وابتغاء فضله.

قال منزل القران :(وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله ).

وقال الملك الحق المبين 🙁 هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور).

وبخصوص واقعة السؤال نقول : إن الحرام بين والحلال بين وبينهما امور متشابهات كما أخبر بذلك سيد المخلوقات صلى الله عليه وسلم .

وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فاجاب السائل صلى الله عليه وسلم بقوله :(البر مااطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في الصدر وكرهت ان يطلع عليه الناس ).

هذا أولا.

وثانيا

إن الغايات وإن كانت مشروعة لا تبرر الوصول إليها بوسائل غير مشروعه فطلب الرزق غاية نبيلة ومشروعة لكن لا يتوصل إلى ذلك إلا بوسائل مشروعة والوسيلة التي تتخذها أيها السائل قنطره عبور للوصول الى الغاية المشروعة هذه الوسيله غير مشروعة لتضمنها كذبا وغشا وخداعا وتدليسا وذلك كله حرام والحرام لا يتوصل من خلاله الى الحلال .

كما أن الغرض من تعدد العروض أن تكون ثمة منافسة حقيقية مشروعة بين أصحاب هذه العروض وذلك لم يحصل منك، بل هناك مواطأة بينك وبين صاحب هذا العرض الحقيقي لكي لا يرسو العطاء الا عليه.

هذا والله أعلم

وصل اللهم على سيدنا محمد وآله.

 

زر الذهاب إلى الأعلى