ثروة تقدر بمليارات الدولارات تركها يفغينى بريغوجين قائد مجموعة فاغنر الروسية
متابعة/ أيمن بحر
بعد قتل يفغينى فى حادث تحطم طائرته الأربعاء الماضى قرب موسكو برفقة 9 أشخاص آخرين على رأسهم أحد مؤسس المجموعة ديمترى أوتكين.وعقب سقوط الطائرة اعتبر متابعون أن الحادث ثأرا للرئيس فلاديمير بوتين لنفسه بعد التمرد الذى قاده بريغوجين نهاية يونيو الماضى والذى أحرج الزعيم الروسى الذى كان يحاول إحكام قبضته على الجيش خاصة بعد بدء الحرب بأوكرانيا وفق فرانس برس.
وأثارت ملابسات حادث تحطم طائرة بريغوجين وبعض مقرَّبيه تكهنات حول احتمال اغتياله كما تعددت الروايات بشأن الحادث.
آخر رحلة لإفريقيا
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إن آخر رحلة لبريغوجين فى إفريقيا شهدت تنسيق بين مجموعته والميليشيات المرتبطة بها.
إمبراطورية فاغنر فى إفريقيا تضم حوالى خمسة آلاف رجل فى أنحاء القارة.
تحركاته الأخيرة أشارت إلى أنه كان يخطط لمستقبله وتوسيع شبكته فى إفريقيا.
زار بريغوجين جمهورية أفريقيا الوسطى يوم الجمعة قبل الماضى وأخبر رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فاوستين آركانج أن تمرده المجهض فى روسيا فى يونيو لن يمنعه من جلب مقاتلين جدد واستثمارات لشركائه التجاريين فى هذا البلد.
فى أيامه الأخيرة التقى 5 قادة من قوات الدعم السريع السودانية حلموا معهم هدايا من سبائك الذهب بعد تزويدهم بصواريخ أرض جو من قبل فاغنر.
كم تبلغ ثروة يفغيني بريغوجين؟
تشير تقديرات صحف غربية إلى أن يفغينى بريغوجين يمتلك يختًا ضخمًا وطائرة خاصة وثروة صافية تقدر بأكثر من 1.2 مليار دولار.
يفغينى بريغوجين حصل على عقود من الحكومة الروسية بقيمة 2 مليار دولار لصالح شركته العسكرية.
استفاد من الموارد الطبيعية للدول الإفريقية وشركاته هناك حققت 250 مليون دولار قبل حرب أوكرانيا بأربع سنوات وفق صحيفة الفايننشال تايمز.
الثروة الشخصية لبريغوجين تصل لمليارى جنيه إسترلينى وأكثر من المليار دولار.
قيمة العقود التى أبرمها مع الجهات الحكومية الروسية مثل المدارس ورياض الأطفال والجيش وصلت إلى أكثر من 3 مليارات دولار بحسب مؤسسة مكافحة الفساد الروسية.
ولدى يفغينى بريغوجين نجله بافيل الذى حارب بصفوف فاغنر فى سوريا وبناته بولينا وفيرونيكا وزوجته ليوبوف وجميعهم يلعبون أدواراً مختلفة فى تكوين ثروة بريغوجين وفق تقارير أميركية.
عائلته تشارك بمسابقات الخيول فى ألمانيا وفرنسا والبرتغال وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا.
يشتهر بامتلاكه لشركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية فى الكرملين.
عقب تمرده القصير على الكرملين فى يونيو الماضى عثرت القوات الروسية خلال تفتيش قصره على ما يقرب من 600 مليون روبل أو 6.58 مليون دولار وسبائك ذهب وأسلحة.
وفى هذا الصدد يقول ماتيوشين فيكتور الباحث بجامعة تافريسكى الأوكرانية إن التقدير الصحيح لثروات فاغنر أمر صعب مضيفا أن مبدأ السيطرة على منابع ثروات فاغنر لن يكون سهلا بالنسبة لروسيا.
وتابع: مجموعة أل أيز أون فاغنر البحثية فحصت سجلات 30 شركة لفاغنر فى مالى والسودان وإفريقيا الوسطى منذ تمرد بريغوجين دون تغييرات فى الملكية.
وكشفت لقطات أذاعتها وسائل الإعلام الروسية عقب اقتحام قصر يفغينى بريغوجين صناديق مكدسة بعملة الروبل الروسى حيث عرضت أيضا طائرة هليكوبتر شخصية وغرفة صلاة خاصة ومنتجع صحى ومنطقة ساونا ومسبح داخلى وغرفة علاج طبي مجهزة بالكامل.
وفى تقدير ديفيد لويس الباحث فى جامعة إكسترا فإنه: من المحتمل أن تحاول الفصائل المختلفة المرتبطة بالجيش الروسى الاستيلاء على هذه العقود التجارية المربحة وإنشاء قوات وكيلة جديدة عقب مقتل زعيم فاغنر.
أما الخبير الأميركى بيتر أليكس فيقول إن مجموعة فاغنر ووفق تقديرات غربية وروسية تمتلك نحو 100 كيان اقتصادى بمجالات التوريد والخدمات اللوجستية بينها حوالى 6 شركات تعمل بالتعدين وشركة كونكورد القابضة الرئيسية.
بريغوجين نقل بعض ممتلكاته إلى عناصر فاغنر قبل التمرد الفاشل على الكرملين فى 24 يونيو الماضى.
بفضل علاقاته المتشابكة بعالم الأعمال الروسي سيطرت فاغنر على شبكة ضخمة من الشركات التجارية.
قربه من بوتين منذ التسعينيات حوله إلى رجل ثرى ضمن النخبة الروسية بسبب امتيازات العقود التى حصل عليها وتقديم الطعام للكرملين.
التمرد القصير الذى قاده بريغوجين وضع بوتين في مأزق وإحراج كما أن انتقاداته الصريحة لقادة الجيش الروسى وخصوصا وزير الدفاع سيرغى شويغو وسحب قواته من مدينة باخموت الأوكرانية كلها عوامل ساهمت فى انقلاب الكرملين عليه.
بعد التمرد سيطر الكرملين على شبكة الأعمال التى أسسها بريغوجين كما صادرت السلطات الروسية جزء من ممتلكاته قدرت بنحو 48 مليون دولار بخلاف سبائك ذهبية.
إمبراطورية بريغوجين أصبحت على المحك تماما مثل مستقبل فاغنر بعد الحديث عن مساعى الكرملين لتأميم تلك الممتلكات ومصادقة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على مرسوم يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية أداء قسم اليمين مثلما يفعل جنود الجيش.ثروته تتنوع ما بين شركات التمويل والبناء والإمداد والخدمات اللوجستية والتعدين حتى التعدين والموارد الطبيعية وتجارة الخيول