كيف نبني مستقبلًا أفضل لأطفالنا

كتبت د/ عبير فاروق عبد العزيز

تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل فى حياة الانسان؛ لأنها تُشكِّل حجر الأساس فى بناء المجتمع، وتقوم عليه دعائم الحضارات الانسانية، قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ}، وتعتبر حماية الأطفال من المؤثرات السيئة الداخلية والخارجية أمرًا مهمًّا جدًّا، فالأطفال هم أكثر الفئات عرضةً للتأثيرات السلبية الناتجة عن العديد من العوامل المختلفة، مثل: المحتوى الإعلامي السيئ، والتنمر، والإساءة إلى الآخرين، والتعرض للعنف، والإهمال.
ولحماية الأطفال من هذه التأثيرات، يجب على الأهل والمجتمعات التي يعيشون فيها أن يكونوا حذرين ومنتبهين للأشياء التي يتعرض لها الأطفال، فيجب على الأهل توفير بيئةٍ صحيةٍ وآمنةٍ للأطفال من خلال تقديم الدعم والرعاية لهم، وتحديد ما يتابعه الأطفال من محتوى إعلامي، ومنعهم من مشاهدة الأفلام العنيفة، ويمكن أيضًا توعية الأهل (والأطفال أنفسهم) حول أهمية حماية الأطفال من التأثيرات السلبية، وتعزيز الوعي بأهمية تقديم بيئةٍ صحيةٍ وآمنة، وأن تتكاتف الجهود للوقوف أمام غزوها لعقول أبنائنا؛ حيث إن المسئولية متوطنةٌ بعدة جهاتٍ وليست جهة واحدة، فالجهات الرقابية المشرفة على التجارة والاستيراد يقع على عاتقها مسؤولية أن تضع مواصفاتٍ وشروطًا لاستيراد الألعاب، يُنَص فيها على منع الألعاب ذات المضامين المفسدة للعقيدة والأخلاق.
وتعتبر الألعاب الإلكترونية من أشهر أنواع الترفيه التي يستخدمها الأطفال في الوقت الحاضر، ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تؤثر الألعاب الإلكترونية السيئة بشكلٍ سلبيٍّ على الأطفال، من خلال تعرضهم للعنف والإدمان، وعدم القدرة على التحكم في الوقت المستخدم في اللعب، وللوقاية من هذه الآثار السلبية، يجب على الأهل أن يتحكموا في الوقت الذي يقضيه الأطفال في اللعب، والتأكد من أن الألعاب التي يختارونها مناسبةً لعمرهم، ولا تحتوي على محتوى عنيفٍ أو غير لائق، وأن يتحدثوا مع الأطفال عن المخاطر المحتملة للألعاب الإلكترونية والتعريف بها.
ويمكن أيضًا توفير بدائل صحية للألعاب الإلكترونية، مثل الأنشطة الرياضية والترفيهية الأخرى التي تعزز النمو الصحيح للأطفال، وتشجيع الأطفال على القراءة والتعلم والاستكشاف الإبداعي، بدلاً من اللعب الإلكتروني الذي قد يؤدي إلى تعزيز الكسل والعزلة الاجتماعية؛ حتى نحافظ على التوازن بين الأنشطة الإلكترونية والأنشطة الأخرى في تعزيز صحة الأطفال العقلية والجسدية.
لذلك بات معنى الإعداد للغد والتخطيط والمستقبل مرادفًا لمعنى الطفولة، فعندما نخطط لمستقبل حياة طفلٍ فإننا فى الحقيقة نخطط لأغلى وأثمن ما تملكه البشرية.

حفظ الله أطفالنا وشبابنا، وحفظ الله مصرنا الحبيبه.

زر الذهاب إلى الأعلى