« صناعة الفخار » تراث وحضارة صامدة رغم التطور بمدينة سمنود 

خالد حمودة

صناعة الفخار تعد من أقدم واعرق الحرف التي عرفتها البشرية ، وظهرت هذة الصناعة في مصر منذ العصور القديمة، واستمرت على مدار العصور المتعاقبة على مصر حتي الآن ما جعل بلادنا تملك تراثا كبير يشمل روائع متعددة مصنوعة من الفخار، شاهدة على عظمة وإتقان هذه الحرفة من قبل الحرفيين المصريين.

وكان المصريون من أوائل الشعوب التي اهتمت بصناعة الفخار منذ عصور ما قبل التاريخ، في البداية كان الدافع هو حفظ المأكولات والمشروبات وتخزين الحبوب والغلال، حتى تطور الأمر مؤخرا لإنتاج التحف والكماليات.

وتوجد هذه الحرفة حتي الان بمصر بوجه عام ومحافظة الغربية ومدينة سمنود بوجه خاص .

حيث تشتهر مدينة سمنود بمحافظة الغربية، بصناعة الأدوات الفخارية كالقلل والأزيار، والتي تنتشر بجميع أنحاء الجمهورية لما تتميز به من رخص أسعارها وجودتها.

post

وما ساعد على انتشار هذة الصناعة في مدينة سمنود هو وجود الأراضي الزراعية الخصبة المتوفرة هناك ، حيث أن هذة الصناعة تطلبت التربة الطينية السوداء الموجودة في أراضي الدلتا المصرية.

فكانت صناعة الفخار ، الموجودة في ضواحي المدينة ، صناعة بسيطة وغير مكلفة وتعتمد على تحويل الطين إلى أدوات يمكن استخدامها في الحياة اليومية.

أما بالنسبة لطريقة صنع أي فخار ، فهي بسيطة للغاية ، فقط قم بتزويد الطين الأسود القابل للذوبان تمامًا في الماء ، ثم قم بترشيحه بمصفاة معدنية لفصل الشوائب ،

أما طريقة إنتاج أي آنية فخارية فهي في غاية السهولة ، فلا يلزم إلا توفير التربة الطينية السوداء التي يتم إذابتها بشكل كامل في الماء، ثم نقوم بتصفيتها باستخدام مصفاة معدنية لفصل الشوائب .

وبعد ذلك تأتي مرحلة الخلط حيث يتم خلط التراب مع الرماد الأحمر الناتج من حرق القمامة حيث يتم تنظيفه وغربلته ليضاف إلى الطينة، ثم يتم ترك تلك العجينة الطينية لمدة تصل عشرة أيام في فصل الصيف و ثلاثون يوما ( شهر ) في فصل الشتاء .

ثم تأتى بعد ذلك المرحلة الفنية وهي مرحلة التشكيل حيث توضع قطع العجينة فوق حجر عبارة عن أسطوانتين علوية وسفلية، العليا يوضع عليها الطين والسفلى يتم دفعها بواسطة رجل العامل لتدور العليا، حيث يرتكز هذا الحجر على بلية دوارة لتسهيل الحركة ويبدأ العامل بلف الحجر لتلف العجينة بشكل سريع وتبدأ مرحلة التشكيل . وتترك لمدة يومين لتجف جزئيا ثم يقوم الحرفي بتركيب العنق، وتترك مرة أخرى ايضا لمدة يومين.

FB IMG 1671991869444

ورغم التطور المزهل في صناعة الأواني من مواد عديدة الا انه لا تزال مهنة الفخار إلى يومنا هذا صامدة محافظة على رونقها القديم والعريق على الرغم من التطوير الهائل الذي يحدث في عالمنا إلا أنها مازالت متواجدة وبقوة إلى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى