محمد ريحان يكتب فى همس الكلمات

عن( حادث قطار طوخ ...ولا تزال دماء الضحايا تجرى أسفل القضبان)

 

 

 

اليوم وقبيل آذن المغرب وقع حادث أليم فقد انقلبت إحدى عربات قطار المنصورة -بنها مخلفة أربعة واربعين قتيلا والمئات من المصابين وبعضهم حالته خطيرة

 

post

حادث قطار طوخ يفتح مجددا ملف السكك الحديدية فى مصر والتى أصبحت تعرف بسكك الموت نظرا لكثرة الحوادث التى تتم على قضبانها ومزلقاناتها والتى ينتج عنها ضحايا يتجاوزون الآلاف كل عام ،وكأن هذه الدماء الطاهرة التى تنزف لا يوجد من يوقف نزيفها وينقذ ارواح أوقعها حظها العاثر وغامرت بركوب هذه القطارات المتهالكة والتى غالبا ما تنقلب بعد لحظات من إقلاعها متسببة فى كوارث وحوادث مستمرة لا تكاد تمضى ايام قليلة إلا ونستيقظ على كارثة جديدة حتى صارت هذه القطارات مصدر رعب لكل من يستقلها وكثيرا ما يستغرق هذا الراكب المسكين فى قراءة الفاتحة وآيات من القرآن الكريم ولا يكف عن الدعاء بالنجاة والسلامة فى هذه الرحلات المشئومة والتى تنتهى غالبا إلى حوادث متقاربة فلا نكاد نفيق من حادثة حتى نستيقظ وبسرعة على اخرى أشد مأساوية من سابقتها وهكذا.

والسؤال ما الحل؟كيف نوقف هذا النزيف المستمر من دماء المصريين؟ومتى يأتى الوقت الذى يركب فيه المصرى القطار وهو مطمئن أنه سوف يعود لأهل بيته سالما؟؟!

 

لم يعد يكفى بعد كل حادثة الإكتفاء بصرف بعض آلاف قليلة من الجنيهات لأسرةكل متوفى وتقديم سائق القطار والمحولجى وعامل التحويلة ككبش فداء،وإلقاء المسئولية كاملة عليهم يجب عدم دفن الرؤوس فى الرمال والتعامل مع هذا الملف الشائك بحرفية عالية وبأسلوب علمى دقيق والبدء فى تنفيذ خطة عمل تهدف إلى تحديث هذا المرفق الحيوى وإمداده بكل ما يحتاج إليه من عربات وقاطرات ووسائل امان وميكنة المزلقانات و تغيير القضبان الحديدية التالفة وتدريب العمالة فيه تدريبا جيدا ،ويجب البدء فورا فى ذلك وإلا سوف تستمر هذه المأساة الخطيرة وسوف نستيقظ على كوارث اشد مأساوية تجعل الدماء تجرى والأشلاء تتناثر اسفل القصبان.

زر الذهاب إلى الأعلى