إعلام بورسعيد ينظم ندوة بعنوان ” الإسلام و حقوق الإنسان “

 

كتب – علاء حمدي

عقد مركز إعلام بورسعيد التابع للهيئة العامة للاستعلامات ندوة موسعة تحت عنوان ” حقوق الإنسان في الإسلام ” استضاف فيها فضيلة الشيخ جمال عواد وكيل وزارة الأوقاف ببورسعيد بحضور الدكتور محمد فاضل وكيل كلية الدراسات الإسلامية ببورسعيد و الأستاذ عصام صالح مدير مركز إعلام بورسعيد و لفيف من الوعاظ و أئمة المساجد بأوقاف بورسعيد .

و بدأت فعاليات الندوة بكلمة للأستاذ عصام صالح أكد فيها أن الندوة تأتي في إطار الحملة الإعلامية التي ينفذها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للإستعلامات لرفع الوعي بمفهوم حقوق الإنسان و التوعية بالحقوق و الواجبات التي أقرتها الشرائع السماوية و أن الدين الإسلامي قد أقر مجموعة متقدمة جداً من الحقوق للإنسان قبل المواثيق الدولية الحديثة بمئات السنوات وأنه ينبغي على الدعاة شرح تلك القيم و التوعية بها لأننا أصحاب حضارة انسانية راقية و متفردة .

و أكد الشيخ جمال عواد أن الحق باللغة الشيء الثابت دون شك وهو للفرد أو للجماعة ويتبعه واجبات ويقوم الحق على العدالة والإنصاف وعلى مباديء الأخلاق وفي الإسلام هو أحد أسماء الله عز وجل وقد رسخ الإسلام لإحقاق الحق فيقوم الإسلام على مبدأ وحدة الجنس البشري فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى وقد قام مفهوم حقوق الإنسان على أساس فلسفي وهو الذي أسنده الإسلام ألا وهو تكريم الإنسان و للإسلام فلسفته الخاصة في بناء حقوق الإنسان حيث أن الكرامة الإنسانية محفوظة لكون الله تعالى هو مصدرها وهو الذي أنعم على الإنسان بها فقال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم} وقال أيضاً {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} فالله سبحانه وتعالى هو مصدر الحقوق مما يدفع إلى المحافظة على تلك الحقوق والالتزام المجتمعي بها لكون الاعتداء عليها يعد انتهاكًا لحق قد منحه الله تعالى لأحد أفراد المجتمع بخلاف القيم ذاتها من المنظور الغربي التي تبدو منفصلة عن تلك الالتزامات.

post

وقال أيضا ً إن الحقوق والحريات في الإسلام حق أصيل ولكن بما لا يؤدي إلى الإضرار بمصالح الغير وهنا تبدو المفارقة بين حقوق الإنسان في الإسلام وفي الغرب حيث أنها في الإسلام كل إنسان داخل فيها وليست خاصة بالمسلمين فقط دون سواهم وذلك أرقى ما يمكن التوصل إليه في قضايا الحقوق والحريات بل إن الإسلام قد بالغ في التنبيه على رعاية حقوق الإنسان لغير المسلمين ليقطع الطريق على الفهم المغلوط والتوجه الطائفي المرتكز في نفوس بعض البشر بوجه عام.

وأوضح فضيلة الشيخ جمال عواد بأن البناء الحقوقي في الإسلام إلهي المصدر و أنه يهدف إلى تحقيق النفع الأكبر للإنسان عن طريق حفظ المقاصد الخمسة وهي : الدين والنفس والعقل والمال والنسل وإليها تعود كافة الحقوق الإنسانية من الحق في الحياة والعمل والمسكن وحرية الاعتقاد ونحو ذلك من الحقوق.

و تحدث الدكتور محمد فاضل عن أن القيم التي ارتكزت عليها الحقوق والحريات في الإسلام قيم دينية خالصة بخلاف الحقوق والحريات في المنظور الغربي التي ارتكزت على قيم إنسانية خالصة وهنا تبدو مفارقة لا يمكن تجاوزها بين البناء القِيمي الإسلامي والبناء القيمي الغربي لأن القيم الدينية هي الراعية للقيم الإنسانية

وقد اعتمد الغرب على القيم الإنسانية في صياغة مبادئ الحقوق والحريات وما زال يعتمد الآن عليها في التعديل والتطوير المستمر لافتًا النظر إلى أن الإشكال أن تلك القيم الإنسانية لدى الغرب تعتمد كلية على الإنسان كمركز للقيمة والتحرر من المركزية الإلهية مطلقًا بخلاف البناء القيمي الإسلامي الذي لا يتحرر على الإطلاق من المركزية الإلهية

و أن النظرية الحقوقية الغربية تأتي متحررة من القيود الدينية و تتوجه إلى تحقيق المصالح الدنيوية فقط دون المصالح الأخروية بخلاف النظرية الإسلامية التي تسعى لتحقيق الخير التام في الدنيا وفي الآخرة ولذلك فإن الحرية الشخصية في النظرية الإسلامية لا يمكن أن تكون إطارا للانفلات الأخلاقي ونحوه من السلوكيات التي ترفضها المنظومة القيمية الدينية.

و في نهاية الندوة أكد المتحدثون على أن الإسلام يمتلك نظرية متكاملة لجميع قضايا الحقوق والحريات وأن تلك النظرية و التطبيقات تستند إلى أسس فلسفية إنسانية ودينية وأخلاقية تعبر عن الشريعة الإلهية الخاتمة وتسبق في كمالها وشمولها سائر الجهود البشرية في هذا الصدد ومن ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وغيره من المواثيق الدولية .

زر الذهاب إلى الأعلى