انتظار اللاشئ

 

ماجدة جمعه / السودان

كتبت له ذات ليلة عن مدى خوفي لو انه لم يكن بجانبي ذات يوم دونت له كل مخاوفي وتعثرات الحياة التي ستواجهني بمجرد غيابه إعترافات الليل الطويلة تلك جميعها تدور حول وجوده بقربي يطول حديثنا ونتبادل الوعود بأن لا يترك أحدنا يد الآخر مهما بلغ الأمر من عناء لقد كنت أخاف الفقد كثيراً أخشى من ان يبتبعد كل من أحبه أن أُترك في منتصف الطريق.

في كل مرة أحادثه فيها لا تخلو كلماتي من قول “هل ستتركني في يوم ما” وهو يجيب كعادته” وهل يترك المعشوق عشيقته ” ولكن ما بال تلك الوعود ما بال قلبك المعشوق ترك عشيقته وتخلى عنها ألم تقل بأنك لن تتركني! وستكون بقربي أين انت الآن؟!

لا أعلم ماذا تفعل بدوني كل الذي اعلمه هو أنني أضيع كل يوم أصبحت لا شئ وأعنيها حقاً العالم هنا فاسد جدا و أنا لا أقوى على فراقك فعد بربك حتى لا أتلاشى كُلى. اليوم ها أنا ذا أقف على قبرك أسترجع جميع تلك اللحظات التي جمعتني بك احتضن إسمك بين ثنايا قلبي وتحتضنك ذرات التراب حزناً ثم أضحك تارةً عندما تمر لحظات وجودك بقربي و أبكى تارةً أخرى بمجرد علمي بأنك لن تعود ولكنى أعدك بأنك ستكون ثابتا في قلبي ولن اعشق غير تفاصيلك التي تغمدتها الرحمة ورفعتها الملائكة بعيداً حيث يوماً ما ستكون معي سأكون بالقرب منك حيث لا ألم ولا فراق، أدعو وسأدعو كثيراً أن تتغمدك الرحمة وأن تسكن الفردوس و أن يظل قبرك منيرا بذات النور الذي وضعته في دربي أستودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه يامرحوم قلبي.

post
زر الذهاب إلى الأعلى