دفع الشبهات عن معجزة الإسراء والمعراج

بقلم : أ.د / عطية لاشين – أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر

الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس )
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله روت عنه كتب السنة ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ).
وبعد :
فإلى الذين يعملون معاول هدمهم لثوابت الدين الإسلامي مستخدمين عقولهم ،ومنطقهم المريض في هذا الهدم ،والإنكار لما استقر عليه وجدان الأمة جمعاء.
أقول لهم :
ليست معجزة الإسراء والمعراج وحدها خرجت عن دائرة عقولكم المريضة العاجزة حتى تهدموها بل إن في القرآن معجزات أخر حصلت لأنبياء الله ورسله تجاوزت حدود العقل ،ورغم ظل ذلك ظل الإيمان والتصديق بها قائما ومقرا به من عقول البشر أجمعين رغم تجاوزها المدار العقلي ، والفكر البشري ،وهذه المعجزات لم تمس بإنكار ولا أدري لماذا لم يعترض عليها كما أعترض على الإسراء والمعراج أيخافون من الاقتراب منها من تطبيق عقوبة ازدراء الأديان عليهم فإن هذه العقوبة لاتطال من هدم ثوابت ديننا، وتطال من مس دين غيرنا.
من هذه المعجزات مايلى:
١ – قول الله لسيدنا موسى حينما كاد جيش الطاغية فرعون ان يدركه ، ويلحق به (أن اضرب بعصاك البحر فا نفلق فكان كل فرق كالطود العظيم )
بحر ينقلب بكلمة كن إلى بر ويصلح معبرا وممشى يمش عليه سيدنا موسى ومن معه فإذا ما جاء فرعون ليعبر عليه فيعود إلى سيرته الأولي بحرا مغرقا فرعون وجنوده آلذي حصل داخل في إطار العقل البشري ،ام أنه خارج عن المعقول والمألوف ، فلماذا يا عقلانيون لم تنكروا ذلك؟؟؟!!!٠
٢ – خلق الله سيدنا آدم أول موجود في الإنسانية من غير أب ولا أم ،وخلق سيدنا عيسى عليه السلام من غير أب وقد اعتاد العقل البشري أن يكون النسل من ذكر وأنثى قال الله تعالى :(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )٠
فلماذا أهل تأليه العقل لا ينكر ذلك ؟؟؟!!٠
٣ – اعتاد العقل البشري أن الذي يتأتى منه النطق إنسان وصل إلى زمن اعتاد الناس النطق فيه ،ولكن الذي حصل مع نبي الله سيدنا عيسى انه تكلم في زمن لم يألف العقل البشري النطق فيه ،قال المولى عز وجل :(فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا. قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا )
فلماذا لم يكذب ذلك من يحكمون عقولهم في كل شيء؟؟؟؟!!!
٤ – في فريضة الله على عباده في الحج معظم المناسك لا تخضع للعقل البشري بل لا يجدي معها إلا قول المسلم :(سمعنا وأطعنا) من هذه المناسك أن في الحج حجرين أحدها يعظم بالطواف حوله وتقبيله إن أمكن ،وآخر يهان برجمه بالحجارة ( رمي الجمار الثلاث )
فأين التفسير البشري حينئذ ؟؟!!!
السعي بين الصفا والمرة والتردد ببنهما سبعا أين عقولكم حينئذ أم أنكم تنكرون فريضة الحج بالمرة ؟؟؟!!!
٥ – بقاء سيدنا يونس عليه السلام ثلاثة أيام في ظلمات ثلاث: ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت دون أن يذوق شيئا من طعام وشراب وخروجه من بطن الحوت حيا بعد ذلك أتؤمنون بذلك أم أنكم تستخدمون عقولكم فتكذبون ؟؟!!! لا أظن٠
وهذا والله غيض من فيض
لله الأمر من قبل ومن بعد
إنا لله وإنا إليه راجعون
إذا أصيب القوم في عقولهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
وصلى الله وسلم على صاحب المعجزات

زر الذهاب إلى الأعلى