التجارة امانة ثقة معاملة
وليد الجريدى
التجارة امانه معاملة اداء وسمعه حسنه أعطى الإسلام الأخلاق منزلةً عظيمةً، وجعلها من أهمّ دواعي نبوّة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)،[٢٨][٢٩] والأخلاق الحسنة من القواعد الأساسية التي يرتكز عليها الإسلام، وهي بالنسبة إلى الإسلام كالوقوف بعرفة في الحج، فالحجّ لا يصحّ دون الوقوف بعرفة، وكذلك الإسلام لا يصحّ دون حسن الخلق، ويعدّ الالتزام بها من أعظم ما يُثقل كفّة الحسنات في الميزان عند الله يوم القيامة، وهي معيار التّفاضل بين المؤمنين عند الله، فقد قال رسول الله: (ما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسنِ الخلقِ).[٣٠][٣١] وكان رسول الله يدعو ربّه في قيام الليل أن يرزقه محاسن الأخلاق وأكملها، وهو أحسن الناس خلقاً، فيقول: (واهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنها إلا أنتَ، واصرفْ عني سيئَها لا يصرفُ عني سيئها إلا أنتَ)،[٣٢] وذلك دليلٌ على محبة الله -تعالى- للأخلاق الحسنة،[٣١] ومما يدلّ على أهمية الأخلاق؛ كثرة الأدلة الواردة بها في الآيات القرآنية، سواء كان ذلك في الآيات المكية أم المدنية، وهي تدلّ على ضرورة الالتزام بها في جميع شؤون الحياة، والنّهي عن التخلّي عنها، فالأخلاق ملازمةٌ للمسلم في كل أحواله، كما هو شأن العقيدة في ذلك.[٣٣]