هل كانت أمريكا محتلة لكي تحتفل باستقلالها؟
د/سحر السيد
منذ عام 1776 م يحتفل الشعب الأمريكي بعيد الاستقلال في 4 يوليو من كل عام، وبكون الاحتفال في شكل مسيرات ,وألعاب نارية وكرنفالات ورحلات وحفلات موسيقية، والذهاب في نّزهات ترفيهية في الهواء الطلق، وإقامة الدوري لألعاب البيسبول، كما تتجمع العائلة في هذا سوياً من أجل الاحتفال, بارتداء القبعات والملابس ذات اللون الأحمر والأبيض والأزرق، واستخدام الأعلام والديكورات بنفس اللون، ويفضّل المواطنون في هذا اليوم تناول العديد من الأطباق، مثل: المارشملو, والنقانق، والبيتزا. ففي هذا اليوم يلتهم الأميركيون نحو 150 مليون وجبة هوت دوج٬ وأيضاً ينفق الأميركيون في هذا اليوم نحو 6.7 مليار دولار على المأكولات والمشروبات. وتشهد مدن الولايات المتحدة أكثر من 15 ألف مهرجان لإطلاق الألعاب النارية خلال عيد الاستقلال. فيوم الاستقلال الأمريكي، المعروف شعبياً بالرابع من يوليو. هو عطلة
فدرالية بمناسبة اعتماد وثيقة إعلان الاستقلال، وبذلك أعلنت أمريكا استقلالها عن الإمبراطورية البريطانية. وقد بدأت المستعمرات الأمريكية عند وصول قبائل ذات أصول آسيويّة إلى الأراضي الأمريكيّة, وقد تمّت تسمية هؤلاء السكّان بالهنود الحمر، بعد اكتشافها في القرن الخامس عشر، كانت البرتغال، وإسبانيا أول الدُّوَل التي اتَّخذت الأراضي الأمريكيّة مُستعمَرات لهم، وأرسلت مُواطنيها للعيش هناك، ثمّ شاركتهم بريطانيا، وهولندا، وفرنسا في هذه المنافسة الاستعماريّة. وحاولت بريطانيا استقطاب المهاجرين من خلال مَنحهم أراض في أمريكا، وقد وجدَ الفقراء أملاً في إيجاد فُرَصٍ جديدة لهم في تلك الأراضي، كما تمَّ إحضار واستعباد عددٍ كبير من المواطنين من قارّة أفريقيا للعمل في أمريكا, وأثناء الاحتلال البريطاني لأمريكا اندلعت أولى المعارك في عام 1775م، بسبب التوترات المتزايدة بين سكان المستعمرات الثلاثة عشر المكونة من فرانسا وهولاندا والسويد وإسبانيا وعدد من الدول الأوربية، ولهذا أعلنت المستعمرات الـ13 التي كانت تُشكِّل أمريكا آنذاك حرباً ضد بريطانيا، من أجل الاستقلال من سيطرة بريطانيا. مما أدي إلي تصاعد التوتر بين البريطانيين والمستعمرات 13, وفي ظل سعي الحكومة البريطانية إلى تحقيق مكاسب مالية خاصة بها واستمرارها في استغلال السلع الأمريكية وفرض الضرائب الباهظة، صعد صمويل آدامز، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، ورجاله على متن ثلاث سفن في ميناء بوسطن، وألقوا 342 صندوقاً من الشاي من على السفينة في الماء, وأصبحت هذه الحادثة معروفةً حتي الأن باسم حفل شاي بوسطن. ويعد حفل شاي بوسطن أحد الأحداث الرئيسية التي أطلقت شرارة حرب استقلال أمريكا. وفي منتصف عام 1776م قدّم ريتشارد هنري لي اقتراحاً يدعو إلى استقلال المناطق المستعمرة من قبل بريطانيا، وبعد يومين أعلن الكونغرس الاستقلال بشكل رسمي. فقديماً كان يتم الاحتفال بيوم الاستقلال من خلال تنظيم تحية عسكرية مع إطلاق 13 طلقة من البنادق العسكرية في الصباح والمساء، أما اليوم أصبح الاحتفال من خلال إطلاق الألعاب النارية وإقامة الحفلات الموسيقية في كل المدن تقريباً، كما أهدت فرنسا في هذا اليوم أمريكاً تمثال الحرية بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية. وتم نصب التمثال في موقع متميز يطل علي خليج نيويورك ليكون في استقبال كل زائري البلاد سواء كانوا سائحين أو مهاجرين.
