العلاقات المصرية الأمريكية

عمر أشرف

دخلت العلاقات المصرية الأمريكية مرحلة جديدة فى ضوء ما شهدته الأيام والاسابيع الماضية من تطورات إيجابية توجت باتصالين هاتفيين خلال أسبوع واحد من الرئيس الامريكى جو بايدن لتحديد ملامح التحرك المستقبلى فى العلاقات.

 

وقد سبقتها اتصالات مكثفة على مختلف المستويات حتى جاءت احداث غزة لتفتح الطريق امام نقلة نوعية فى التنسيق المشترك بين البلدين بعد أن نجحت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى وقف العدوان على غزة وتسعى حاليا الى اعادة ملف التفاوض الفلسطينى الإسرائيلى الى مساره الطبيعى الذى يستهدف تحقيق حل الدولتين وهو ما تتوافق عليه القاهرة وواشنطن.

ولعل البعض كان يراهن على أن تظل العلاقات المصرية الأمريكية على حالها فى عهد بايدن حيث شهدت ما يمكن وصفه بالهدوء الذى يصل إلى حد الفتور الى ان الدور المصرى المحورى وتحركاتها إقليميا ودوليا اعاد امريكا الى مصر بعد أن أكدت مجريات الأمور ان القاهرة هى مفتاح لحل قضايا المنطقة ناهيك عن العلاقات التاريخية والاستراتيجية التى تربط بين مصر وامريكا والمكالمة التى كانت بين سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي تناولت ملفات سد النهضة وغزة وليبيا والعراق تدل على أن الادارة الامريكية الحالية لديها اهتمام كبير بفرض الاستقرار والسلام فى المنطقة التى نعيش بها وأدركت ان السياسة المصرية منذ فترة طويلة هى الاقدر والأكثر فاعلية للتعامل مع القضايا المختلفة فى منطقتنا والتحول فى العلاقات بين واشنطن والقاهرة كان مسبقا بتجارب تقدمت خلالها مصر مشهد الضبط والتأثير وكانت التجربة الليبية خير مثال ومن بعدها تجربة أحداث غزة التى أثبتت مرة أخرى ان البوصلة المصرية هى التى تقود الموقف والمنطقة نحو فكرة الاستقرار وهذا التحول فى العلاقات جاء بناء على معطيات على الأرض وليست مجرد بيانات من الجانب المصرى ولكن مصر تعاملت مع قضايا المنطقة بشكل عملى ووضعت حلولا ونفذتها وأدى ذلك الى نسبة عالية جدا من الاستقرار فى القضايا المزمنة التى تعيشها المنطقة.

post
زر الذهاب إلى الأعلى