متى يجوز المجاهرة بالصدقة وحكم الكذب لإخفائها.. ماذا قال الفقهاء؟
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، إنه لا يجوز الكذب لإخفاء الصدقة لأن الكذب بجميع صوره حرام إلا في حالات ثلاث؛ وهي إنقاذ نفس بريئة من القتل أو لتضليل العدو أو لاستمرار الحياة الزوجية.
جاء ذلك خلال إجابة الأطرش عبر “صدى البلد” عن سؤال شخص يقول: “تصدقت بمبلغ صغير وأردت أن أخفي ذلك على الشخص الذي يجمع هذه الأموال لعدم وجود صندوق بالمسجد، فقلت له عثرت على هذا المبلغ فإذا لم تجد صاحبها فضعها في مصاريف المسجد فهل هذا جائز؟”.
وأوضح أنه لا يجوز وحسبت عليك كذبة، لافتا إلى أنه ليس بالضروري أن تكون الصدقة بمبلغ كبير، المهم أن تكون خالصة لوجه الله تعالى ولو كانت بشق تمرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فعليك أن تتوب وتستغفر الله على هذا الذنب وستقبل صدقتك إن شاء الله.
حكم إخراج الصدقة عن الميت القريب وغير القريب
قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن الصدقة عن الميت من الأعمال الصالحة التي ينتفع بها الميت لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: «صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
وأضافت اللجنة في إجابتها عن سؤال: «توفي أبي وأرغب في التصدق ووهب الثواب له ولي أخت متزوجة وحالتها ليست ميسورة فهل يجوز أن أخرج الصدقة لها؟»، أنه يجوز إخراج هذه الصدقة للقريب ولغير القريب بشرط أن يكون القريب ممن لا تجب نفقته على المتصدق بل الصدقة على القريب الفقير أولى لأنها صدقة وصلة.
وأفادت: “وبناء على ذلك، يجوز للسائل أن يخرج الصدقة عن والده لأخته المتزوجة”.
متى يجوز المجاهرة بالصدقة
قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إن الأصل في إخراج الصدقة ان تكون في الخفاء لا يعلم بها غير الله عز وجل ولكن هناك وقت قد يجوز المجاهرة بالصدقة ليس من باب الرياء والسمعة ولكن من باب تعميم الخير.
وأضاف عاشور، خلال لقاء مسجل له: “يجوز للرجل أو السيدة ذات المكانة الرفيعة أو القدوة أن يعلم ما حوله وكل الناس أنه يخرج صدقته، ولكن بشرط أن تكون نيته الحث على فعل الخير ومساعدة أكبر عدد ممكن من الفقراء”.
وأوضح أن من أفضل أنواع الصدقات الصدقة الجارية والتي تنفع صاحبها بعد مماته لفترة طويلة.