سلوى النجار تكتب/البر بالآباء وظلم الأبناء

إنٍّ كثيرًا من الأمهات والآباء يتعرضون إلى الظلم

FB IMG 1668762906710

والمهانة من أولادهن ،فعندما يشتد عود الأولاد، وتقوى بنيتهم وتزداد مسؤولياتهم ، ينفرنَّ من الآباء وخاصة الأمهات ويعلو صراخهم وأصواتهم عليهم ، لايخافون فيهم إلا ولاذمة ، قد يهين الولد أمه ،وأباه أمام الناس ،وهو لايخجل أدنى خجل ، بصراخ أو نقاش ،وقد يعبر عن شدة غضبة بالإشاحة إليهما وربما الإهانة ،إنٍّ كسر قلب الأم والأب واهانتهما أمام الناس أشد من هدم بناية بكاملها ،أشد من حرب تدمر فيها بلدان لأن هذه التي بنت فيهم القوة والعقل ، وحسن التفكير ، وسداد الرأي ماكان عاقبتهما ، أن يُمارَس عليهم العقاب ،والسباب واللعنات ، والاستهزاء ، وعدم الاستماع الى حرف من الكلمات إلا جزهن جزًا ،يقطع عليهما ،كل حديث لأنه ،ولأنها الفهامة ،العلامة ، وهم بقايا الماضي الكئيب بالسبة لهم ،لايرون منهم معروفًا ،قد أُسدي إليهم ،

إيها الأبناء كفى بالأم والأب أن كانا سببًا في وجودكم ، لأن الله الكريم خلقكم لجنته ، ولطاعته وفضلكم ،على ملائكته بالطاعة والعمل الصالح ، ولأنه سبحانه أعد لكم جنات عرضها السموات والأرض ، فمن أطاع الله دخلها ومن عصاه فالنار مثواه ، ولم يوكل الله للابناء حساب الآباء بأي شكل كان ، بل وكل الأمر إليه وأمر ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا،إنَّ مانراه اليوم من عقوق البنات والأولاد ،بكل الصور التي لم نسمع عنها من قبل لهي الحالقة ،والقاضية ،والمهلكة ، تراهم يعيشون في خيرات الله التي أعطاها الوالدين ، يتمرغون فيها ،وترى الفظاظة ، والقباحة لأتفه الأسباب يمطرونها عليهم .والمصيبة أنهم يرون أحقيتهم في ذلك ،وهل أمر الله بخفض جناح الذل ،والرحمة إليهما من فراغ لا ورب السماء والأرض ،إنما علمه سبحانه بما يؤول إليه حالهما وضعفهما وقلة حيلتهما. ولأنه سبحانه وتعالى أعلم بما يؤول إليه حال الأبناء نحو الآباء أمرهم بألا يتفوها نحوهما لمجرد أف وأف هذه عند علماء اللغة حرف الفاء هوائي هو عباره عن خروج الهواء من بين الشفتين ، بقوله تعالى {فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (23)الإسراء فيا أيها الأبناء وياأيتها البنات احذرن العصيان والخذلان.

 

post

أَطِعِ الإلَهَ كَمَا أَمَرْ

وَامْلأْ فُؤادَكَ بِالحَذَرْ

وَأَطِعْ أَبَاكَ فَإِنَّهُ

رَبَّاكَ فِي عَهْدِ الصِّغَرْ

وَاخْضَعْ لأُمِّكَ وَارْضِهَا

فَعُقُوقُهَا إِحْدَى الكُبَرْ

:

 

فالبر بالأم والأب مفخرة الرجال وشيمة الشرفاء، وقبل ذلك كله: هو خُلُقٌ من خُلُق الأنبياء؛ قال تعالى عن يحيى عليه السلام: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾ [مريم: 14]، وقال عيسى عليه السلام: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: 32].

البرُّ بالام والأب برهانٌ على صدق الإيمان وحسن الإسلام، وعملٌ بالتقوى.

البرُّ بالام خصوصًا وخاصة وتخصيصًا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ويتأكَّد يوم يتأكد إذا تقضَّى شبابها، وعلا مشيبها، ورقَّ عظمها، واحدودب ظهرها، وارتعشت أطرافها، وزارتها أسقامها، في هذه الحال من العمر لا تنتظر صاحبة المعروف والجميل من ولدها إلا قلبًا رحيمًا، ولسانًا رقيقًا، ويدًا حانيةً.

فطوبى لمَنْ أحسن إلى أمِّه في كبرها، طوبى لمن شمَّر عن ساعد الجدِّ في رضاها؛ فلم تخرج من الدنيا إلا وهي عنه راضية مرضية.يا أيها البارُّ بأمه وياأيتها البارة بأمها- وكلنا نطمع أن نكون ذاك -:

تمثَّل قول المولى جل جلاله: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾ [الإسراء: 24]، تخلَّق بالذل بين يديها بقولك وفعلك، لا تَدْعُها باسمها؛ بل نادها بلفظ الأم؛ فهو أحبُّ إلى قلبها، لا تجلس قبلها، ولا تمشِ أمامها، قابلها بوجه طلق وابتسامة وبشاشة، تشرف بخدمتها، وتحسس حاجاتها، إن طلبت فبادر أمرها، وإن سقمت فقُمْ عند رأسها، أَبْهِجْ خاطرها بكثرة الدعاء لها، لا تفتأ أن تدخل السرور على قلبها؛ قدم لها الهدية، وزفَّ إليها البشائر، واستشعر وأنت تقبل وتعطف على أبنائك عطف أمك وحنانها بك، وردِّد في صبحٍ ومساءٍ: ﴿ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24]. وهنا التأكيد على الأب معها باضافة إلف الإثنين

أيها البارُّ بأمه وأبيه :

إن كانت أمك ممن قضَتْ نَحْبَها ومضت إلى ربها؛ فأكثر من الدعاء والاستغفار لها، وجدِّد برَّك بها بكثرة الصدقة عنها، وصلة أقاربك من جهتها.

جاء رجلٌ إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، هل بقي من برِّ أبويَّ شيءٌ أبرُّهُما به بعد موتِهما؟ قال: ((نعم؛ الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدِهِما من بعدهما، وصلة الرَّحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهماانظر لقوله تعالى:﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [

أيها البارون بالآباء والأمهات ،ان وعد الله حق .إن وعد الله حق .إن وعد الله حق.

فبادر قبل فوات الأوان فبادر قبل أن تِقضى أنفاسك فبادر فالبر بهما في حياتهما وإن فارقا الحياة فالبر مستمر إلى أن تفارق أنت الحياة ، ويستمر في أبناءك .

 

زر الذهاب إلى الأعلى