منير راجي..يكنب..وجهة نظر … لماذا نكتب … ؟؟

 

لماذا نطالع و ماذا نطالع و بأي لغة نطالع ؟
لماذا نكتب و ماذا نكتب و بأي لغة نكتب ؟
ماذا أضافت لنا المطالعة ؟
ماذا أضافت لنا الكتابة ؟
أسئلة فرضت نفسها في عصر التكنولوجيا ، آلاف الكتب تطبع سنويا علی اختلاف ألوانها الأدبية و الفنية تتناول مواضيع شتى .. هل هذه الكتب غَيّرَت من حياة المجتمعات العربية ، هل إعتمد عليها الساسة في تسيير شؤون شعوبهم ؟ لا أعتقد ذلك
و من هنا نستنتج أن كلّ ما يُكتب في عالمنا العربي لم يصل بعد إلى حدّ التأثير على المجتمعات و على الساسة ..
متى تكون الكتابة ناجعة فعالة في تطوير المجتمعات ؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرحه أي كاتب أو مبدع على نفسه .. أعتقد أن أغلبية أقلامنا لا تملك أفكارا بقدر ما تملك لغة و مفردات تتلاعب بها و تتفنّن فيها بحُجّة أنّ الكتابة الأدبية تحتاج لذلك .. تحتاج إلى رمزية و إلى صور بلاغية و إلى و إلى …. هكذا أصبحت جل كتاباتنا مزخرفة بلا روح بلا هدف بلا رسالة .. هكذا أصبحت كتاباتنا مُقيّدة تارة بالدين و تارة باللغة .. و تارة نرمي اللّوم على القارئ أو المتلقي بحُجّة ( ليس هناك قراء ) في الوقت الذي يجب فيه على الكاتب أو المبدع أن يصنع لنا ذلك القارئ الذي نريده ، لقد وصلنا إلى درجة أن الأديب ذاته لا يقرأ لأديب آخر و هذه هي مصيبتنا ..
تجمعنا المعارض لنوهم القارئ أن هناك ما يُقرأ و لا تجمعنا الجلسات الأدبية .. أصبحنا نُنتج الأوراق بدل الأفكار كما أصبحنا نتصارع لا نتنافس ، هذه الظاهرة إنعكست علی المُتلقي حتی أصبح بعضهم يُصنّف الأدباء من علماني إلی إسلامي و من عروبي إلی فرنكوفوني و بقينا نرواح المكان و نزيد غرقا في الجهل … مهما كانت إرادة السياسي في صناعة القارئ الذي نرغب فيه لا يمكن له ذلك في غياب نخبة تملك فكرا حضاريا متطورا بعيدا عن الشعارات الدينية و اللغوية ،
المطلوب مِنّا صناعة فكر يُحارب الجهل و الغباء و لا يُنتج الهراء …
بقلم / منير راجي / وهران / الجزائر

زر الذهاب إلى الأعلى