كوكبة من المفكرين والأدباء والنقاد والإعلاميين في ندوة وحفل التوقيع

 

وليد جمال

احتفلت مؤسسة «رسالة السلام» مساء أمس الأربعاء الموافق 27 اكتوبر 2021، بصدور كتاب «تأملات في سلسلة ومضات على الطريق» للمفكر والناقد العراقي كامل الدليمي

للمفكر والناقد العراقي كامل الدليمي
للمفكر والناقد العراقي كامل الدليمي

للمفكر والناقد العراقي كامل الدليمي

، والذي وصفه الأمين العام للمؤسسة، أسامة إبراهيم، في كلمته خلال الحفل بأنه من أمتع الكتب التي أطلع عليها.

post

وأضاف أن المؤلف يرصد بشكل علمي ودقيق للغاية سلسلة لأحد مؤلفات كبار المفكرين العرب وهو كتاب «ومضات على الطريق» بأجزائه الأربعة للمفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي.

وأشار إبراهيم أن هذا اللقاء للاحتفاء بصدور هذا الكتاب «تأملات في سلسلة ومضات على الطريق» يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي حرصت على عقدها مؤسسة رسالة السلام خلال السنوات الماضية.

وقال: نجحنا في عقد عدد كبير من المؤتمرات والندوات واللقاءات الفكرية بحضور مفكرين ومثقفين وعلماء وصناع قرار ومسؤولين إلا أن هذه الأمسية لها طبيعة خاصة لأنها تلخص عمل فكري متميز مكون من أربعة أجزاء.
وتابع، الجزء الأول: بعنوان دراسات ومشاريع حلول في مواجهة المستقبل العربي.

الجزء الثاني: مقترحات في تصويب الخطاب الإسلامي أو كما نطلق عليه هنا في مصر (تجديد الخطاب الديني).الجزء الثالث: يتناول موضوع هام وهو أن الإسلام دين رحمة وعدل وحرية وسلام وهو ما ينفي كل المقولات والمرويات التي أدت إلى وصف الدين الإسلامي بأنه دين إرهاب وعنف وتطرف.
الجزء الرابع: التكليف الإلهي للرسول وحقيقة سنته
وأضاف، نأتي إلى الكتاب الذي بين يدينا اليوم، وهو «تأملات في سلسلة ومضات على الطريق»، فمن خلال تصفحنا للكتاب نجد أنه يتضمن المحتويات التالية:
– مقدمة عبارة عن مدخل أو تمهيد يتضمن تلخيص وافي بقلم الناقد كامل الدليمي لفكر الأستاذ علي الشرفاء، مشيرًا إلى أن هذا المفكر يحمل هموم الأمة وما يحيق بها من مخاطر وعقبات منذ بزوغ فجر الإسلام وما شهده من دخول المرويات والإسرائيليات في هذا الدين وما نتج عن ذلك من تشرذم الأمة وتفرقها إلى طوائف وفرق متناحرة، وانتهاء بما تركه الاستعمار الغربي للبلاد العربية من فتن أدت إلى المزيد من تفتيت الأمة وتشرذمها وتقاتلها.

ويوضح المؤلف أن الأستاذ الشرفاء لم يكتف بالتعبير عن هذه الهموم والمشكلات بالتفصيل، وإنما نجح في تقديم الحلول الناجعة لتلافيها، تم توجيه بعض منها لمؤسسة القمة العربية وأمين عام جامعة الدول العربية.

تضمنت مقدمة الأستاذ كامل الدليمي كذلك استعراضًا لتجارب العديد من الدول العربية في التنمية وسلط الضوء على ما توصل إليه المؤلف من أن القدرات الاقتصادية العربية إذا ما اجتمعت، فإنها ستنتج قدرات هائلة من شأنها الارتقاء بجميع البلدان العربية قاطبة، والوصول بها إلى مصاف الدول العظمى.
– ننتقل إلى نقطة أخرى من الكتاب، وهي أسباب وموجبات البحث: يتذكر المؤلف كامل الدليمي ونتذكر معه، أن بداية اطلاعه على مؤلفات الأستاذ علي الشرفاء كانت عن طريق المصادفة المحضة، ففي عام 2017 م كان في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقع نظره على كتاب للمفكر علي الشرفاء، وهو يتحدث عن الخطاب الإلهي بجرأة قال إنها توافق مع ما يفكر به، فاقتنى الأجزاء الثلاثة من الكتاب وقرأها باستفاضة، حتى تلمس قوة الحجة، وسلاسة أسلوب الطرح، وقوة الرأي، وتيقنت من حرص المؤلف علي الشرفاء على مستقبل الأمة، وكأنني أقرأ لمحمد مهدي شمس الدين أو محمد حسين فضل الله أو محمد عبده أو الطهطاوي.

يؤكد الناقد في هذا الجزء من مؤلفه على أن كل مفكر عربي بحاجة لمن يتبنى أفكاره، ويقربها من الواقع، بل ويروج لها، وتنبيه الباحثين في شتى فروع العلم والمعرفة، من أجل دراسة وتقديم الحلول لمشاكل الأمة التي تتبع النتاج الفكري لهذا المفكر العربي؛ لنصل لقاعة تامة من أن الأمة قادرة على النهوض مهما ضعفت، إذا أخذت بأسباب التقدم.

والهدف الآخر، حسب ما ذكر الأستاذ كامل الدليمي– هو الوقوف بوجه الفكر المنحرف، الذي كلّف الأمة دينها ودنياها من خلال التطرف الديني المصطنع الذي أنهك الأمة في كافة شؤون الحياة، وتخلفت كثيرًا؛ بسبب الانحرافات التي لم تزل تشكل التهديد الأكبر لمستقلها. ولعل الهدف الأبرز هو إثبات أننا أمة حية (ما دمنا نفكّر إذن نحن أحياء)، ونبشر اليائسين ما زال في الأمة خير وفير، وعقول تعمل ليل نهار؛ لتنقية ما علق بالفكر من شوائب سببتها تراكمات الزمن الرديء.
كلمة المفكر والناقد العراقي كامل الدليمي
وألقى المفكر والناقد العراقي علي الدليمي كلمة في الندوة قال فيها:
حينما اطلعت على بعض مؤلفات المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي وهو يحمل هموم الأمة، ويسعى بروح عربية عابرة للمسميات والجغرافيات التي صنعها الاستعمار القديم؛ ليفرض هيمنته على العقل العربي، ويشكل محددًا أمام التفكير الحر، يضعنا المفكر الحمادي أما حلول ناجحة، وينشط في الدراسات المختصة بمناقشة المستقبل العربي، وهذا ما يبعث الأمل والطمأنينة في النفوس، ويثبت أن المفكر العربي ما زال متجدد وفعّال.
وجدت إن هذه التجربة في التأليف هي ضمن إطار الإصلاح والتجديد في معظم مجالات الحياة، لا سيما التجديد في فهم الدين من مصادره الأساسية، ورفض الاعتماد على الروايات التي لوثت الفكر الديني.
“الحمادي” لهذا يدعو وما أنقى دعوة لله وفي الله، ومن خلال اطلاعي على سلسلة (ومضات على الطريق)، حاولت دراسة ما ركز عليه المفكر الشرفاء، خصوصًا ما تعلق بقضايا الأمة الاقتصادية في القرن المنصرم أو القرن الحالي، ولعل من الموضوعات الحساسة التي تستحق التوقف عندها ما جاء في الجزء الأول من كتابه (ومضات على الطريق)، وهو يتضمن ثلاثة أبواب، في كل باب منها موضوعات في غاية الأهمية، تشمل القضايا السياسية والاقتصادية، وما يتعلق بظاهرة الإرهاب العالمي، والعلاقة مع إسرائيل، وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العرب، والذي شدني كثيرًا لمتابعة هذه السلسلة هو إحالات المؤلف إلى القرآن الكريم، والحجة الواثقة في تخريج الأمور مخارجها الصحيحة، مع إعطاء الحلول الموضوعية لكل معضلة من المعاضل التي تواجه الأمة، مع الإشارة إلى أن حاضرنا يفتقر لمثل هذه الدراسات.
تضمن الكتاب بعض المقالات العربية التي تصب في خدمة قضايا الأمة.
ثم وضع الجزء الثاني من هذا الكتاب وهو تحت عنوان: (مقترحات لتصويب الخطاب الإسلامي)، تضمن هذا الكتاب أربعة أبواب..
وباستعراض يسير إلى هذه السلسلة التي تألفت من ثلاثة مجلدات، وجدنا أن الفكرة التي جسدها المؤلف حرية بالتطبيق، وأن هذا الصوت الإسلامي العروبي يجب أن يصل إلى كل الآذان؛ ليرتدعوا ويعودوا عن غيهم، وينتموا إلى الله قبل انتمائهم إلى مذاهبهم وفرقهم، التي ما أنتجت إلى يومنا هذا ذلك المجتمع المتماسك، بل وصل الأمر إلى تجزئة المجزأ.
إن ما قدمته من جهد في هذا المطبوع لا أزعم أنه التغطية الكاملة لهذه السلسلة، التي أزعم أنها سلسلة ذهبية في مجال التجديد الفكري، والطرح الجريء، التي ما إن أخذ بها حتى تجد الأمة طريقها نحو التطور والارتقاء الفكري، بل والنمو الاقتصادي والقوة، وما دعواي إلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، ويمد في عمر هذا المفكر العربي، الذي نحن بأمس الحاجة لإشاعة أفكاره على هذا الزبد، الذي نسمعه من هنا وهناك وهو يرسخ مفاهيم معادية للأمة وموروثها الإسلامي، والحمد لله رب العالمين.
كلمة الشاعر العراقي علي الحمداني
عبر الشاعر العراقي علي حميد الحمداني، عن سعادته بتواجده في ضيافة مؤسسة رسالة السلام التي تقيم هذه الأمسية المخصصة لحفل توقيع كتاب «تأملات في سلسلة ومضات على الطريق» لمؤلفه المفكر والناقد الكبير كامل الدليمي والمخصص لدراسة سلسلة من مؤلفات المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي.
وأشاد الشاعر العراقي بدور مصر التي تحتضن مثل هذه التظاهرات الثقافية التي تؤدي إلى تلاقح الفكر العربي ما بين المفكرين في مختلف أرجاء الوطن وأمتنا العربية.
وأضاف، أن هذه الفعاليات الثقافية تؤدي إلى ظهور مسيرة ثقافية تكون مفيدة للأجيال العربية بشكل عام..
وتابع، تمكنت من قراءة ما كتبه الاستاذ كامل الدليمي وتبحرت في الجوانب التي تناولها في فكر الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي وقد تناوله بكل موضوعية وبشكل علمي وأوضح الجوانب الإيجابية التي تطرق إليها الأستاذ علي الشرفاء.
وكان تناوله لها تناولًا موضوعيًا وتشريحيًا وتناول فيه الأسانيد الموجودة في الفكر العربي الاسلامي.
كلمة د. محروس عامر
قال د. محروس عامر، رئيس مجلس إدارة جريدة كنوز عربية، أن هذا الكتاب الذي في أيدينا اليوم هو إعادة قراءة لفكر المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي والذي يناقش الأفكار التي طرحها في سلسلة كتابه «ومضات على الطريق».
وأضاف، أن كتاب “تأملات في سلسلة ومضات على الطريق”، يساعدنا في إعادة توثيق ما جاء في السلسلة من أفكار عرضها المفكر العربي علي الشرفاء واستخدامها.

وأشار إلى أن سلسلة «ومضات على الطريق» التي تتكون من عدة أجزاء تكلم فيها الأستاذ الشرفاء عن التضامن العربي والوحدة الاقتصادية والسياسية العربية وكيفية تحقيقها إلى جانب موضوعات أخرى يتحدث في أغلبها عن تجديد الفكر سواء الفكر السياسي او الاجتماعي او الديني .

وفي ختام الندوة وحفل التوقيع تم اقتراح عدد من التوصيات كالتالي:
– توزيع الكتاب على أوسع نطاق من خلال معارض الكتب المحلية والدولية والمكتبات والأندية ومراكز الشباب والجامعات والمدارس.
– دعوة مراكز الأبحاث والجهات المختصة في العالم العربي إلى الاهتمام بالدراسات ومشاريع الحلول التي وردت بسلسلة ومضات على الطريق.
– دعوة المثقفين والنقاد والباحثين إلى الاهتمام بالإنتاج الفكري للأستاذ علي الشرفاء ونشر مقالات ودراسات عن هذه المؤلفات.
– دعوة مؤسسة رسالة السلام إلى تكليف المختصين بإعداد المزيد من الدراسات والأبحاث عن المؤلفات.
– دعوة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة إلى تسليط الضوء على مؤلفات رسالة السلام من خلال تغطية الأنشطة والفعاليات التي تقيمها المؤسسة.
– اقتراح تدريس ما ورد في سلسلة ومضات على الطريق بالمراحل التعليمية المختلفة.
– إقامة ورش عمل وندوات متخصصة لإعداد دراسات تحليلية ورفعها إلى الجهات المختصة للعمل بما جاء فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى