سلوى النجار تكتب /”فضل المعوذتين

 

عن عُقبةَ بنِ عامر رضي الله عنه قال: اتَّبعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ راكِبٌ فوضعتُ يدي على قَدمِهِ فقُلتُ : أقرِئني يا رسولَ اللَّهِ سورةَ هودٍ، وسورةَ يوسُفَ. فقالَ: لَن تقرأَ شيئًا أبلغَ عندَ اللَّهِ من قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.

المصدر: صحيح النسائي.وصححه
الألبانيَّ
إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبر أغوار أصحابه فيعرف مسألة كل واحد ،وماوراءها ،ويعلم مايناسبه في هذه المسألة فيدله على ماينفعه ويفيده ، وكل واحد حسب مايناسبه،وهنا عقبة طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبًامحددًا ،ففهم رسول الله أنه يريد التحصن والتعوذ ببركة السورتين هود ،ويوسف
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عُقْبةُ بنُ عامرٍ رَضِي اللهُ عَنه: “اتَّبَعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وهو راكِبٌ، فوضَعْتُ يدِي على قدَمِه”، أي: مشَيْتُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وكان راكبًا، فجعَلْتُ يَدي على قدَمِه، فقُلْتُ له: “أقرِئْني يا رسولَ اللهِ”، أي: أقرَأُ عليكَ “سورةَ هُودٍ، وسورةَ يُوسُفَ”، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لَمَّا علِمَ حُبَّه وحِرصَه: “لن تقرَأَ شيئًا أبلَغَ عندَ اللهِ”، أي: إنَّكَ لن تتلُوَ شيئًا مِن القُرْآنِ في بابِ التَّعوُّذِ باللهِ مِن الشُّرورِ أتَمَّ وأكمَلَ “مِن: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1]”، أي: مِن قراءةِ سورةِ الفلَقِ، والفَلَقُ هو ضوءُ الصُّبحِ، “و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]”، أي: وقِراءةِ سورةِ النَّاسِ؛ فإنَّ في هاتينِ السُّورتينِ بيانَ أنَّ الالْتِجاءَ والاحتِماءَ لا يكونُ إلَّا باللهِ سُبحانَه وتعالى وحدَه دونَ غيرِه.
وفي الحديثِ: بيانُ مَنزلةِ سُورتَيِ الفلَقِ والنَّاسِ.
وفيه: تفاضُلُ سُوَرِ القُرْآنِ؛ لِما تَحتويه بعضُ السُّوَرِ مِن مَعانٍ ومَدلولاتٍ لا تشمَلُها بعضُ السُّوَرِ الأُخرى .

وهاتين السورتين لهما فضل عظيم ليس مثله شيء في فضلهما

فسورة الفلق سورة لم يُر مثلها كما عبر عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، هي والسورة التي تليها”سورة الناس” فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ أَرَ أَوْ لَمْ يُرَ مِثْلَهُنَّ يَعْنِي الْمُعَوِّذَتَيْنِ” وهنا يتضح هذين الكنزين العظيمين ، وما تحويهما من أسرار ،تعالج من شرور وأضرار جسيمة،
ظاهرة وباطنة، وكيف تكون هاتين السورتين سببًا لدفع كثير من الشرور والبلايا ، بل حماية المؤمن من وقوع هذه الشرور والبلايا قبل حدوثها.

post

وفي الحقيقة ،هاتين السورتين فيهما الاستعادة واللجوء إلى الله العلي العظيم ، من شر كل ذي شر ، من شر عيون الإنس والجن ،ومن شر الحاسدين والحاقدين ، ومن شر السحر والسحرة الساحرين،
والاستعاذة حالة نفسية ، قوامها الخشية من الخطر ، و الثقة بمن يستعاذ به ، و هي إلى ذلك ممارسة عملية بابتغاء مرضاة من نستعيذ به ، و هي – فوق ذلك – الثقة بأنه وحده القادر على درء الخطر ، و إنقاذ الإنسان .

وفيه قوله تعالى في سورة الإخلاص :”الله الصمد” والصمد أي الذي لايحتاج إلى أحد ويحتاجه كل أحد فهو الواحد الأ حد الذي لم يكن له كفوًا أحد ، فاللجوء إليه ينقذ من كل المهالك والأخطار وإن تنوعت أسبابها

زر الذهاب إلى الأعلى