فتوى عن حكم صيام السابع والعشرين من رجب

د.عطية لاشين

د / عطية لاشين أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف

يقول في رسالته :

سمعت من يقول : إن صيام السابع والعشرين من رجب مستحب ، فهل هذا صحيح؟

الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم : {وأن تصوموا خيرا لكم أن كنتم تعلمون}٠

post

والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة “من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا” أي سنة٠

وبعد :

فإن الصيام من أجل العبادات ، وأعظم القربات ويمثل الصوم المفروض منه ركنا من أركان الإسلام العظام ومبانيه القوية ودعائمه المتينة ولأن الصيام هكذا في الإسلام درجته عالية ، ومنزلته سامية أضافه الله إلى نفسه فجاء في الحديث القدسي : “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به”٠

وكما هو معلوم فإن الصوم منه ماهو مفروض ومنه ماهو مسنون كصيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، والثلاثة الأيام من كل شهر والستة من شوال، وعاشوراء وغير ذلك مما هو معلوم من شرع الله٠

وبخصوص واقعة السؤال نقول :

إن الأحكام الشرعية لا بد من تأسيسها على أدلة صحيحة في نظر كثير من أهل العلم ، والحديث الذي استدل به من يرى استحباب صيام يوم الإسراء والمعراج حديث ضعيف باتفاق المحدثين، وباعتراف من قال بالاستحباب نفسه ومن ثم لا يصلح للاستشهاد به على سنية صيام هذا اليوم ! لأن صحة الأعمال في الشريعة شرطان : الأول : الإخلاص.

والثاني: وموافقتها للأدلة الشرعية الصحيحة لقول رسولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” ومن ثم نرى عدم استحباب تخصيص يوم الإسراء بالصوم٠

وبرغم ما سبق ذكره فلو أن مسلماً صامه لا أستطيع أن أخرجه من صيامه قياساً على قول الحق سبحانه :{أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى} هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى عملا بالرأي القائل بالاستحباب رغم استناده إلى حديث ضعيف حيث لا ينكر المختلف فيه بل ينكر المجمع عليه كما أن نية المسلم لها دخل في شرعية الصيام من عدمه فلو صامه لأن النبي صلى الله عليه وسلم صامه ، أو حث على صيامه بالقول ورغب فيه فهذه النية تجعل صيامه غير مشروع ، أما إذا صامه بنية أنه يوم عادي من أيام الله أو أنه عمل من أعمال الخير ، وشهر رجب من أشهر الله الحرم حيث يستحب شغلها بالباقيات الصالحات والأعمال الباقيات فيمكن لهذه النية أن تجعل صيام هذا اليوم مشروعا٠

اللهم أعنا على ذكرك ،وشكرك ،وحسن عبادتك٠

وصلى الله على سيدنا محمد

زر الذهاب إلى الأعلى