الكاتب أحمد إبراهيم .. النظريات المفسرة واثرها قديما

 

أهتم العلماء قديماً وحديثاً بالأنشطة العقلية والفكرية التي يمارسها الإنسان في المواقف الحياتية المختلفة كالتفكير، والانتباه، والإدراك، والتذكر وغيرها الكثير؛ حيث كان للفلاسفة القدماء العديد من المحاولات في تفسير هذه الأنشطة العقلية، وقد واصل العلماء والفلاسفة والمفكرون خلال العصور المتعاقبة وضع النظريات المفسرة لها

ومن الجدير بالذكر أنّ انفصال علوم النفس عن العلوم الفلسفية في العصر الحديث أدى إلى التوسع في مجالات التركيز، والبحث في المعرفة البشرية وآليتها، ليظهر بذلك علم المعرفة ضمن العلوم النفسية، والذي يُعرّف بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة آلية سير العمليات العقلية بجميع مستوياتها، وطرق توظيفها، وتنظيمها، وكيفية الاستفادة منها، بالإضافة إلى أساليب معالجة المعلومات أثناء قيام الفرد بعمليات التذكر، والإدراك، والتفكير، وحلّ المشكلات، وغيرها

ظهرت في علم النفس العديد من التعاريف المختلفة لعملية الإدراك بشكل عام، ومن أهم هذه التعاريف ما يلي:
هو عملية عقلية يتم من خلالها تعرف الفرد على محيطه الخارجيّ، عن طريق استقبال المنبهات الخارجية بحواسّه، ومن ثمّ تأويلها وتفسيرها حسب الاتجاهات الذاتية.
هو عمليةٌ من العمليات النفسية التي يقوم الفرد من خلالها بالتعرف والوصول إلى معاني الأفراد، والأشياء، والمثيرات المختلفة، وفهم دلالاتها، بتنظيم المثيرات الحسية

أمّا التعريف الشامل للإدراك فهو: عمليةٌ عقليةٌ نفسيةٌ، تساعد الإنسان على معرفة عالمه الخارجي، والوصول إلى معاني ودلالات الأشياء، وذلك عن طريق تنظيم المثيرات الحسية، لتفسيرها وصياغتها .
يعتبر الإدراك هو معالجة الدماغ للمعلومات التي تأتي من الحواس، بحيث يقوم النظام العصبي المركزي المعقد على تحديد وتنظيم وتفسير المعلومات لفهم العالم المحيط بنا، وتتم هذه المعالجة خارج وعي الإنسان، وتعتبر هذه العمليّة الحسيّة فرديّة، لذلك يواجه العديد من الأشخاص نفس الموقف ولكنهم يدركونها بطريقة تختلف عن الاخر، وتساعد على رؤية العالم كمكان مستقر بالرغم من تغيّر المعلومات الحسية التي نتلقاها وتكون غير كاملة أحياناً
فعند إدراك الشخص لحدث معيّن يقوم الدماغ باختيار وتنظيم وإدماج المعلومات الحسيّة لبناء حدث ما، فهو الذي يخلق الوجوه والألحان والأوهام من المواد الخام من الإحساس، فهذا التعقيد مهم في إدراك الأحداث وهذا ما نصّ عليه نظريّة (جستالت)،

post

 

.

زر الذهاب إلى الأعلى