يوم التسامح العالمى

بقلم د/نادية الباجورى
( دعت جميع الديانات إلى المحبة والإخاء والتسامح )
قال الله تعالى : ( فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ(159) القرآن الكريم سورة آل عمران .
يحتفل العالم 16 نوفمبر بيوم التسامح العالمى، وهي مناسبة سنوية لتعزيز وترسيخ قيم وثقافة التفاهم والتسامح والاحترام والتآخي، ونبذ كل مظاهر العنف والتعصب والكراهية والتمييز، فهو يوم لاحترام ثقافة ومعتقدات وتقاليد الآخرين وفهم المخاطر التي يشكلها التعصب والعنف؛ وتلتزم الأمم المتحدة في ميثاقها بتدعيم قيمة التسامح ، وكذلك في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لما لها من أهمية فى هذه الفترة التي تشهد زيادة العنيف والصراعات والتطرف.
وقد أنشئت جائزة اليونسكو في عام 1995 بمناسبة الاحتفال بسنة الأمم المتحدة للتسامح وبذكرى مرورحوالى مائة وخمسة وعشرين عاماً على ميلاد المهاتما غاندي. وفي هذا العام أيضاً اعتمدت الدول الأعضاء في اليونسكو إعلان المبادئ بشأن التسامح. وقد اُستلهم إنشاء الجائزة من المثل العليا الواردة في الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي ينص على أن “من الضرورى أن يقوم السلام على أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر؛ و تبلغ قيمة الجائزة 100000 دولار أمريكي ويتم منحها كل سنتين خلال احتفال رسمي بمناسبة اليوم الدولي للتسامح 16 نوفمبر ، وتعطى الجائزة كمكافأة لأشخاص أو مؤسسات أو منظمات تميزوا بقيامهم بمبادرات جديرة بالتقدير بوجه خاص، على مدار عدة سنوات، ترمي إلى تعزيز التفاهم وتسوية المشكلات الدولية أو الوطنية بروح من التسامح واللاعنف.”.
دعت جميع الديانات إلى المحبة والإخاء والتسامح وهذه صفات جميلة وهي مكانة أخلاقية عظيمة أوجدها الله سبحانه تعالى ضمن صفات الإنسان الايجابية، فما أجمل أن يتصالح الإنسان مع الآخرين ويمحو الخلافات ويعفو عن المتسببين له بالضرر. وما أجمل أن يتصالح الإنسان مع نفسه وأن تكون لديه القدرة على العفو وتخطى الأزمات التى تحدث دائما بينه وبين الآخرين .
وقد جاءت الكثير من الآيات القرآنية عن التسامح فى كتاب الله تعالى ؛ حيث دعا الله تعالى الى التسامح وأكد أنه من صفات المؤمنين؛ وشدد على أهميته ؛ فالتسامح يساعد على نشر السلام فى المجتمع ونبذ العنف والتطرف، والابتعاد عن الكراهية ؛ حيث يعود عليه بالنفع والخير ويساعد فى نشر المحبة بين كل أفراد المجتمع. كما أنها صفة تنعكس على الإنسان بالهدوء والراحة وصفاء النفس ، وخلو القلب من أى مشاعر سلبية من حقد وكره، ويساعد على نبذ العنف والتعصب ونشر الخير والسلام دائما. ومن هنا لا بد من قراءة القرآن دائما وبالتحديد آيات التسامح والعفو فى المواقف التى نحتاج فيها الى ذلك. ويقول سبحانه وتعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ والله غفور رحيم ) (22) القرآن الكريم سورة النور.
وقد اوصانا سيدنا محمد (صل الله عليه وسلم فى حديثه الشريف بقوله (حب لأخيك ما تحب لنفسك )
وأخيرا يمكنكم مشاركة عائلتكم وأصدقائكم وزملائكم في الاحتفال بيوم التسامح العالمى للتعارف أكثر وتقريب وجهات النظر وتقليص الفجوات بينكم، والبدء بتفعيل مبادئ التسامح والمضي فى خطواته داخل بيئتكم. لأن التسامح يتمثل في التسليم بإعطاء الحقوق العالمية للإنسان ولا شك أن التسامح يضمن بقاء مجتمعات العالم فى أمن وأمان .

post

‏٩‏ س 

تمت المشاركة مع أصدقاؤك

الأصدقاء

انا سعيدة ببصيرتى ..فهى تخرجنى من حيرتىهند محمد،

svg%3e

وليد نوح، Hamada Farg و٦ أشخاص آخرين

٨ تعليقات

أعجبني

تعليق

مشاركة

التعليقات

عرض ٣ تعليقات إضافية
  • ربنا ما يحيرك ابدأ يا حبيبتي

    svg%3e

    ١

    • أحببته

    • رد
    • 5 س

    تم الرد بواسطة Hend Muhammed
     
    ردان
    ١ د

زر الذهاب إلى الأعلى