تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية يبدو أن لن تتوقف عند حدود الدولتين

أيمن بحر

تداعيات الأزمة الروسية-الأوكرانية يبدو ان لن تتوقف عند حدود الدولتين بعد أن لاقت دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للأجانب الانضمام إلى القتال بجوار بلاده تأييدا أوروبيا واسعا؛ ما استحضر للأذهان ما حدث في سوريا وأفغانستان خاصة ارتداد خطر هؤلاء على بلادهم بعد عودتهم إليها.

وقبل ساعات أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أن 1000 مقاتل أجنبي قدموا طلبات للقتال في أوكرانيا ضد روسيا.

وعلى مدار اليومين الماضيين تكررت دعوات المسؤولين الأوكرانيين إلى الأوروبيين للمشاركة في القتال، مستخدمين في ذلك دعاية إعلامية للضغط على الرأي العام الأوروبي تقول إن روسيا لا تستهدف فقط أوكرانيا، بل إن نجحت في هزيمتها سيشمل الخطر أوروبا كلها.

ووقع زيلينسكي مرسوما يتيح للمتطوعين الأجانب دخول بلاده دون تأشيرة اعتبارا من مارس الجاري.

post

واعتبرت الحكومة أن المرسوم يهدف لحماية الأمن العالمي وليست فقط أوكرانيا بينما دعا وزير الخارجية الأجانب الراغبين في القتال للاتصال بالسفارات الأوكرانية في بلدانهم.

وسارعت دول أوروبية لمشاركة أوكرانيا في حشد المقاتلين حيث أعلنت بريطانيا والدنمارك السماح للمتطوعين من بلادهما الانضمام إلى فيلق دولي ووصفت وزارة الخارجية البريطانية المعركة بأنها من أجل الحرية والديمقراطية.

ووفقا لتقارير بريطانية، فإن 60 متطوعا من بريطانيا سافروا إلى أوكرانيا، وانضموا إلى وحدة العصبة الوطنية الجورجية المسلحة.

وأشارت وسائل إعلام سويدية إلى تطوع 400 سويدي في فيلق أسسته أوكرانيا ناطق باللغة الإنجليزية لجمع المتطوعين الأجانب.

يرى الخبير الاستراتيجي العميد سمير راغب أن تجاوب دول أوروبية مع دعوة حشد المقاتلين الأجانب خطوة لتكريس فكرة المرتزقة وهو ما تحرمه اتفاقية جنيف، حيث يوصف هؤلاء المقاتلون بمجرمي حرب منوها إلى خطورة إحداث فوضى حمل السلاح في أوكرانيا.

ويضرب مثلا في حديثه بأن سقوط أسلحة خطيرة مثل صواريخ ستينغر المضادة للطائرات في أيدي المقاتلين يهدد أوروبا بالكامل لإمكانية انتقال الأسلحة عبر الحدود واستخدامها في استهداف طائرات مدنية ما يزيد من شيوع الجريمة في أوروبا.

وتكمن المخاوف من جلب مقاتلين أجانب إلى أوكرانيا في أن هؤلاء في الغالب ليست لديهم دوافع نبيلة أو وطنية للحرب بل يذهبون للقتال بحثا عن المال، وهم في الأساس عناصر إجرامية، بحسب راغب.

وعن مصير المقاتلين الأجانب بعد انتهاء الحرب يتوقع الخبير الاستراتيجي عودتهم لبلادهم غير أنه توقع أنها ستكون مكلفة لهذه الدول مذكرا بأن أوروبا ما زالت تعاني من تبعات عودة مقاتلين من مواطنيها الذين انضموا كمرتزقة لحروب في الخارج (مثل سوريا والعراق) أو مع تنظيمات إرهابية.

ويتشابه موقف المقاتلين الأجانب في أوكرانيا مع نموذج المقاتلين الذين باركت حكوماتهم العربية ذهابهم لحرب أفغانستان ضد روسيا في ثمانينيات القرن الماضي، وحين عادوا شكلوا خطرا إرهابيا كبيرا على شعوبهم.

وعلى الجانب الآخر، تلقت موسكو طلبات للقتال معها وبحسب راغب، فالجانب الروسي يحشد الأجانب للقتال معه بجلب مقاتلين من الشيشان ولواء فاطميون (شكَّلته إيران من اللاجئين الأفغان للقتال في سوريا) ومن حزب الله اللبناني ومن حزب الله العراقي إضافة إلى لواء أبو الفضل العباس من سوريا منوها إلى أن ظهور مقاتلين مع روسيا يحملون أيدلوجية مختلفة عن أوروبا يمثل خطورة بالغة للقارة.لذا يجد راغب أن المشهد الراهن في حشد مقاتلين أجانب يؤكد أن التاريخ يعيد نفسة ويذكرنا بمعضلة المقاتلين الأفغان حين عادوا لبلدانهم.

زر الذهاب إلى الأعلى