امرأة قيد الإنشاء

امرأة قيد الإنشاء

بقلم المستشارة – تهاني التري

جميعنا نتفق أن صناعة المرأة السوية واقصد السوية ” هنا ” التي تستطيع الصمود في وجه معترك الحياة ومغرياتها وتشعباتها ومتطلباتها ستبدأ منذ اللحظة الأولى التى تولد فيها ..
والأم العاقلة الناضجة هى التى تعتبر طفلتها هى مشروع امرأة ناضجة ولكن تحت الإنشاء .. مشروع يحتاج – مثل كل مشروع – إلى رسم هندسى ومعمارى وهندسة ديكور وتجميل وصناعة وزراعة ، قبل أن يأتى يوم التجارة الرابحة ..
فبالطبع حين يخطيء المهندس في الرسم والتخطيط الناس أساس قوي وجميل ومبهر ستنهار فورا، وكذلك الام التي تخطيء في بناء مشروعها الأنثوي ، سوف تفسد امرأة اخرى ستنجب امرأة اخرى ليفسد جيل باكمله.. وقد تتعس زوجاً .. وتشقي أبناء .. وقد يطال الفساد مجتمعها بأسره .. والمرأة غير الناضجة او الغبية هى التى تفترض أن صناعة المرأة لا تبدأ إلا عندما تظهر على جسدها دلائل الأنوثة، حيث هي لا تعرف أن كل شئ له أوانه .. وأنه من يزرع فى غير الأوان قد لا يحصد إلا هشيماً ..

وعليه عزيزتي وصديقي واختي المرأة والانثى أهديكي في يومك العالمي هذه المفاتيح الذهبية بخطوات سحرية لان المرأة هي كلمة السر الأولى لما ياتي لاحقا ..
بسؤال بسيط كيف تحصلين على الدعم المناسب؟ في سبع خطوات
كم هو بسيط أن تقولي ”أحتاج إلى المساعدة“ وكم هو أمرُ معقد جدًا في نفس ذات الوقت ..

لفترة طويلة أرهقت نفسي بالبحث عن الدعم من الجميع..
كنتُ أشعر بالخذلان كثيرًا وبأنني لا أتلقى المساعدة اللازمة، ثم اكتشفت أن الأمر أحيانًا ربّما كان له أسبابًا أخرى، ربّما لم أعلم ما نوع المساعدة التي أرغب فيها تحديدًا، أو طلبتها من الشخص غير المناسب، وربّما أخطأت في تقدير مقدرة الآخرين، و الأهم أنني لم أكن شعر بالرضا ولكن وبعد وقت طويل استطعت إعادة تشكيل دوائر الدعم في حياتي..

post

لذلك اليك 7 خطوات مهمة جدا لتغيير مسار حياتك الافضل سيدتي ..

1- أنتِ الداعم الأوّل لنفسك ..

لا قيمة لأي دعم خارجي إن لم تدعمي نفسكِ أولاً وتفهمي احتياجاتها، تقبّلي وجود عوائق في الحياة وأن الأمور لن تسير دومًا كما تريدين، تصالحي مع فكرة أن الحياة المثالية لن تتحقق وأن كل ما نملكه هو المحاولة لجعل حياتنا أفضل، احرصي على معرفة مسببّات السعادة لكِ ومهما بدت لكِ بسيطة لا تهمليها وخصصي لها وقتًا يوميًا، الأمر ليس رفاهية وإنما ضروريًا لتشعري بأنك لستِ مستنزفة..
قدّري التفاصيل الصغيرة التي تشعرك بالرضا، لا تسمحي لزحام يومك أن يلتهمك فتنسيها لأن وجودها سيصنع فارقاً، فنجان القهوة الصباحي أو قليل من الماكياج أو ساعة في صالة الألعاب الرياضية أو حتى قطعة من الحلوى أمام فيلم في المساء، تلك التفاصيل البسيطة قادرة على امتصاص غضبك وزيادة هرمون السعادة لديكي وتزيد من حمايتك من تطور شعورك بالكآبة والاستنزاف لذاتك بعد كل خيبة امل او فشل علاقة ما ..
ارسمي خططًا لتحقيق أحلامك، ربّما تفشل خططك مرات عديدة لكنّكِ قادرة على تعديلها دائماً وستنجحين، لا تسمحي لليأس بأن يحوّلك إلى إنسانة لا ترغب في المحاولة..

2- حددي دوائر الدعم حولك ..

ما هي دوائر الدعم؟ بالنسبة لي هم الأشخاص الذين نهرع إليهم طالبين المساعدة فور مواجهة المشكلات، وهم هالة الحماية التي تتكوّن حولنا حتى لا نشعر بالوحدة، هذه الدوائر قد تتشابك من حولنا فنتلقى الدعم من العديد من الأشخاص معًا وقد لا تلتقى اي دعم أبدًا وقد تحصل على الدعم من كل منها منفردًا، لذا من المهم أن تحددّي أولاً من هم الأشخاص الداعمين في حياتك، ثم رتبيها من حيث الأقرب للأبعد، ضعي بعض الأشخاص في الدائرة الأولى الأكثر قربًا، ثم أعيدي ملىء بقية الدوائر، سيفيدك هذا في تحديد الشخص المناسب لدعمك في كل مرة وفقاً لنوع الدعم الذي تحتاجين إليه ومقداره..

3- ضعي توقعات منطقية للدعم ..

الدعم المطلق فكرة مثالية وغير قابلة للتحقق، كل شخص ستطلبين منه المساعدة سيفعل ذلك بمقدار معين وبقدر استطاعته، لذا من المهم أن تتوقعي الحجم الصحيح للمساعدة التي ستحصلين عليها لأن مبالغتك في توقع المساعدة سيعرضك للخذلان وعدم الرضا، حددي توقعاتك بناءً على موقع هذا الشخص في دوائر الدعم حولك، ومدى استطاعته..

تقبّلي فكرة أن الدعم قد لا يأتي فور المطالبة به، قد يأخذ وقتًا، وقد لا تتلقينه دفعة واحدة بل على أجزاء، أيًا كان، كوني مقدرة لمساعدات الآخرين واستشعري الامتنان تجاهها..

4- استفيدي من مجموعات الدعم المحيطة بك ..

تضج مواقع التواصل الاجتماعي بمجموعات الدعم المختلفة وفقًا لحالتك ونوع الدعم الذي تحتاجينه، وتتضمن تلك التجمعات عشرات الآلاف من الأشخاص الذين لديهم مشكلات مشابهة أو مشتركة مع مشكلاتك، لذا من المهم أن تبحثي عن المجموعات الملائمة لك وتستفيدي من تجارب الآخرين حتى لو لم تكن لديكِ الرغبة في المشاركة بتجاربك الشخصية، ستتعلمين من التجارب المنشورة..

5- الطبيب النفسي ليس رفاهية ..

في وقت ما قد تشعرين بأن كل محاولاتك الشخصية لتدعمي نفسك لا تجدي نفعًا ولا زلتِ تعانين من ضغط نفسي وتوتر، أو بأن دعم الآخرين لكِ لم يفِ بالغرض المطلوب، حينها لا ضرر من اللجوء إلى طبيب نفسي إذا لزم الأمر لمساعدتك على التغلب على مشاعرك السلبية وتجاوز ما يعوق حياتك، الأمر ضروريًا وليس رفاهية وأنتِ وحدك القادرة على تحديد مدى احتياجك لذلك.

6- مارسي الرياضة بأي شكل يناسبك ..

أيًّا كان شكل حياتك، عليكِ تخصيص وقت للرياضة يوميًا حتى لو كانت بأشكال بسيطة لأنها تنجح بشكل مبهر في امتصاص المشاعر السلبية من جسدك وتشعرك بأنكِ أفضل وأكثر حيوية ونشاط.
إذا لم يتسع وقتك للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية فهناك عشرات التطبيقات على الهواتف المحمولة التي تتيح لكِ فعل ذلك من المنزل ببساطة، ماذا تنتظرين؟ عشرون دقيقة يوميًا ستصنع في حياتك فارقًا جذريًا..

7- امنحي مشكلاتك وقتًا كافيًا ..

أخيرًا كوني صبورة، لا يمكن أن تختفي مشكلاتك دفعة واحدة، امنحي نفسك وقتًا كافيًا لتشعري أنكِ بخير ولتمر التجارب الصعبة؛ الصبر سيجعلك أكثر صلابة في مواجهة التجارب السيئة..

واخيرا أوجه لك كلمات بسيطة الحروف عميقة المعنى والتاثير دوما حاولي السعي ان تكوني النسخة الافضل منك وستجدين الفرق في كل لحظة من لحظات العمر الجميل ..
واجعلي شعارك دوما ” بصمة من العقل والقلب اثر من الروح ” يا جميلة القلب والروح انتي ..

زر الذهاب إلى الأعلى