دور الام في خلق روح المواطنة لدى الطفل .

بقلم د شمس الأصيل
أسعد الله صباحكم بكل البشائر والمسرات
يتجدد لقاؤنا بموضوع دور الام في خلق روح المواطنة لدى الطفل .
ندرك جيدا ان شان المراة عظيم ودورها جسيم فكيف السبيل كي تنجح في اداء رسالتها في تربية النشئ على اكمل وجه . لقد كانت لتجربتنا مع
المنقطعين عن الدراسة ثم مع تلاميذ المدارس الابتدائية المتواجدة في الارياف ومن ثم في المدن تولدت لدينا القدرة على التمييز بين شخصيات الاطفال وتصنيفها .وبعد الفحص والبحث عن سر هذا الاختلاف وعن اسباب الفشل والنجاح والاستمرار والانقطاع ادركنا ان نمو الشجرة واثمارها يتحدد بنوعية التربة التي غرست فيها وبمدى العناية التي تتلقاها ،فكلما اعتنينا بها وهي نبتة صغيرة وصقلناها ،علت علو السماء واذا اهملت كان مصيرها الاقتلاع بل الى حطب جاهز كي يتحول الى نار موقدة .
ولعل هذا ما يحتم علينا تهيئة التربة الثرية وتجسدها الام لانها كما يقول الشاعر احمد شوقي الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق .
فاليك سيدتي بعض القواعد كي يتيسر لك درب النجاح في اداء دورك .
انطلقي من الحفاظ على صحته الجسدية والنفسية ونظافته لان العقل السليم في الجسم السليم
الخطوة الثانية هي ان تعلميه الطاعة والاخلاق الحسنة والالتزام وعدم رفع الصوت اثناء الحديث لانه اكثر ما يجعل المراة على حافة الجنون الصوت العالي والصخب
امالخطوة الثالثة هي ان تدربيه على النظام والصراحة والتفكير المنطقي والشعور بالمسؤولية وضخي في شعوره ينابيع الرحمة والرفق وحب الناس والصدق والنزاهة والشفافية
غير ان تحقيق هذه القواعد واكتمالها وتفعيلها في شخصية الطفل لا يتحقق الا اذا اكتملت شخصية الام لان هناك علاقة جدلية بين الباث والمتقبل فماهي الشخصية المثالية للام لتحقيق المنشود
اليك سيدتي بعض الوصفات السلوكية ذات جودة عالية لصناعة جيل صالح
عليك ان تتمتعي بحيوية ونشاط منقطع النظير واعتدلي في معاملتك له و تنازلي قليلا عن وقارك وتصرفي بطفولة وعفوية كوني حساسة حالمة عيشي على طبيعتك بعيدا عن الصرامة لتستمتعي باللعب مع صغيرك وشاركيه تفاصيل حياته اليومية لكن احذري فقد تفاجئين بخطئ فادح قام به فلا تغضبي بسهولة واتركي له فرصة عرض مشكلته وكوني معتدلة لانه يقلد شخصيتك فلا تكوني عصبية وبدل العتاب احك له قصة هادفة تنمي له العقل والقدرة على تقيييم السلوك فيعاتب نفسه ويتحرر من اخطائه نحو التقويم فتحققين بذلك النصح والارشاد بهدوء واناة دون غضب فلا يلتجئ الى الكذب .واجعلي من مطالعة القصة عادة يومية فهي الكفيلة لتنمية القدرة على الخيال والتحلق بعيدا عن الواقع ليتعلم من الموجود ويبحث على المنشود
كوني مثالية واسعي كي يتعلم طفلك كل انواع الفنون ليتعرف عليها كما تعرفينها دون ان تضغطي عليه واتركي له مساحة حرة ليختارما يحبه ويستهويه فهذا يخلق فيه الشخصية المسؤولة وتنمي لديه المواهب والقدرات والارادة ليتوج بتحقيق شخصية ايجابية متعلمة مفعمة بالروح الخلاقة .
مع تحيات شمس الاصيل العابد

زر الذهاب إلى الأعلى