كيفية ثبوت رؤية هلال ذي الحجة عند اختلاف المطالع

 

ا.د/ عطية لاشين أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف

جاءني صباح اليوم مقطعان صوتيان واتساب أحدهما من ماليزيا، والآخر من كندا يفيدان أن أمس الخميس هو المتمم لشهر ذي القعدة هناك وأن غرة ذي الحجة عندهما اليوم الجمعة ويسألان ماذا نفعل؟؟!!

 

الحمد لله رب العالمبن قال في القرآن الكريم ناعيا ومبكتا المختلفين ، وناهيا أمة سيد المرسلين أن يكونوا مثلهم فقال : (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم).

post

 

والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة (اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم عنه فقوموا).

 

وبعد:

فقبل أن أجيب عن هذا السؤال الذي يحكي واقعاً أليما ومرا بين أبناء أمة الإسلام.

 

أقول:

إن ديننا الإسلامي العظيم أمرنا بالاتحاد والاجتماع ، وعدم التفرق والتشرزم وشرع لذلك وسائل ومظاهر تؤدي إلى هذا المقصد النبيل منها :

الشهادتان التي تقضي بوجوب الإيمان بإله واحد ، وبنبي واحد قال تعالي :(إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلا هكم إلاه واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين).

 

ومن مظاهر الوحدة في شريعتنا الغراء ، أن قبلة المسلمين واحدة ، قال تعالى :(وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره).

 

ودستور المسلمين المتمتل في القرآن واحد ، وأن صوم الشهر واحد ووقفة عرفات واحدة.

 

وبخصوص الإجابة عن هذا السؤال نقول :

ما لم يكن أصحاب هذين البلدين من الحجاج في هذا العام ، وجب عليهم الانصياع والانقياد لتأريخ بلدهم لا يخرجون عنه ولا يختلفون عليه لقول الله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا أطيعواوأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

 

إذ لا يعقل أن يختلف أصحاب البلد الواحد على أنفسهم فيكون لبعضهم عيد مختلف عن عيد البعض الآخر هذا هرج ومرج وفتنة وفساد كبير.

 

كما أن اختلاف المطالع بين البلاد أمر جاءت به شريعة الله عز وجل وما نبأ كريب عنكم ببعيد حينما أرسلته أم الفضل في أول شهر رمضان ليقضي حاجة لها بالشام وأدرك أول الشهر هناك ثم قفل بعد قضاء الحاجة فأدرك أخر شهر رمضان في المدينة ، فتذاكر هو وحبر الأمة سيدنا عبد الله ابن عباس الهلال وانتهى الحوار أن شهر رمضان بدأ في الشام قبل بدايته في المدينة بيوم أي كان غرة رمضان في الشام الجمعة ، وبدايته في المدينة السبت وانتهى الحوار إلى إقرار كل من البلدين على مطلع هلاله.

 

وبالنسبة ليوم عرفة لهذين البلدين يكون كذلك يوم عرفتهم الخاص بهم وهو يوم السبت وليس يوم الجمعة أي يصومون عرفة يوم السبت وغيرهم يصوم الجمعة ولا حرج.

 

والله أعلم

 

وصلى الله على سيدنا محمد

وكتبه ا.د /عطية لاشين – أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف

زر الذهاب إلى الأعلى