كان ياما كان

بقلم : سحر فاروق
كان ياما كان رجعت بخيالي لأيام زمان حنيت لأيام الطفولة وكانت أجمل الأيام أيام الدراسة وبالتحديد أيام ماكنت في الصف الثالث الاعدادي كان عندنا حصة موسيقى وكان الاستاذ إسماعيل رحمه الله مدرس الموسيقى رجل كبير في السن وكان متميز لأنه دايما يرتدي طربوش أحمر وبيده العود حصة الموسيقى كنت بحبها قوي لما كان بيدخل الفصل ومحضر نشيد جديد أول مايدخل ويجلس على الكرسي ينادي : تعالي يافهيمة ويمسك العود ويعزف عليه الأغنية أو النشيد وأستمع وأردد وراه وفاكرة له مقطع من أغنية حتى الأن عن التوعية الصحية كلامها بيقول: هش .. هش.. هش نش .. نش.. نش حاسب على عينك ياولا من الدبان ياولا وإن قلت أه من العين تبق عارف طريقك فين وتروح على طول للدكتور من غير ماتدور ولاتحتاس وعلشان ميعدش تعليم باقي الفصول الأغنية من جديد كان بياخدني معاه وأنا أنشد كلمات الأغنية والبنات يحفظوها مني وقتها كان صوتي حلو ولما كان في الفسحة بين الحصص كنت أقعد وياه والمدرسين وهو يعزف على العود وأنا اغني وفي يوم من الأيام كنت في المدرسة وجت حصة الموسيقى واستاذ إسماعيل مجاش زي عادته وسألنا عليه ؟ قالوا : مريض وزعلنا كلنا لأننا كنا بنستنى حصته الجميلة وبعدها بيوم وأنا في المدرسة وفي طابور الصباح بلغونا ان الاستاذ إسماعيل توفاه الله عمري ماانسى اليوم ده بكيت بحرقة عليه لدرجة اني مدخلتش الفصل وروحت للبيت من المدرسة منهارة وقعدت ثلاثة أيام بالبيت مش بروح المدرسة لحزني عليه المهم جرس البيت رن وماما رحمها الله فتحت الباب لقيت أبلة فاطمة مدرسة اللغة العربية ومعاها شاب وفتاة وقالوا : عوزين فهيمة أبلة فاطمة خدتني بالحضن وقالتلي لازم ترجعي المدرسة وعرفتني بالشاب والفتاة اللي معاها أنهم راحوا المدرسة يسألوا عن فهيمة وقالوا أنهم اولاد الاستاذ إسماعيل رحمه الله وأبلة فاطمة حبت تعرف السبب ؟ قالوا لها : الاستاذ إسماعيل والدهم بعتلي حاجة ووصى لازم توصلي تذكار منه وحدد لهم اسمي وفصلي وأعطوني صندوق وفتحته لقيت فيه طربوش الاستاذ إسماعيل الله يرحمه بكيت بشدة وشكرتهم وأخذته واحتفظت بيه حتى وقتنا هذا الله يرحمه كان استاذ وفنان ومكنتش أعرف لنه بيعزني للدرجة دي حكيت لكم موقف في حياتي زمان قصه الوفاء والأيام الجميلة من عمري اللي فات وكان ياما كان

زر الذهاب إلى الأعلى