قصة المسامير

 

.. د محمد سمير برادعي

اعطى اب لابنه يوما كيسا مليئا بالمسامير وقال له ( يا بني كلما اهنت شخص او ضربت شخص او جرحت شخص اذهب الى سور الحديقة واطرق فيه مسماراً ..

لم يفهم ذلك الولد لماذا طلب والده منه ذلك ولكنه امتثل لامر والده واصبح كلما يظلم احدا او يصرخ بوجه احد او يجرح احدا يطرق مسمارا في ذلك السور ومع مرور الايام اصبح الولد اكثر تحكما في نفسه وانخفض عدد المسامير التي يطرقها كل يوم في السور الى ان وصل اليوم الذي لم يطرق فيه ذلك الولد اي مسمار في السور فطار الولد من شدة الفرح وذهب الى والده واخبره بذلك قال له والده ( احسنت يا بني انت الان شخص تتحكم في نفسك وفي اعصابك ولكن مهمتك لم تنتهي بعد ) استغرب الولد وقال وماذا افعل بعد ذلك يا ابي ؟؟؟ قال الاب ( كل يوم يمضي ولا تزعج او تجرح او تظلم فيه احدا انزع مسمارا من ذلك السور مضت الايام واستمر الولد في نزع المسامير في كل يوم لا يؤذي فيه احدا الى ان وصل اليوم الذي نزع فيه الولد اخر مسمار في ذلك السور فطار الولد من الفرح وذهب الى والده ليخبره بذلك وعندما اخبره اخذ الاب ابنه الى السور وقال احسنت يا بني فانت لم تصبح شخص متحكم في اعصابك فقط ولكنك اصبحت شخص طيب ولا تؤذي احدا ولكن انظر الى الثقوب في السور التي خلفتها تلك المسامير ……… لقد استطعت يا بني ان تنزع المسامير التي طرقتها ولكنك لا تستطيع محو تلك الثقوب التي تركتها المسامير

وكذلك هم البشر يا بني عندما تجرح احدهم فانت تطرق مسمارا في قلبه قد تستطيع ان تعتذر وتنزع ذلك المسمار ولكنك لن تنزع اثره وسيبقى ذكرى مؤلمة في حياة ذلك الشخص

post

لذلك يا بني لا تجرح الاخرين او تؤذيهم بكلماتك فانك لن تستطيع محو ذلك الجرح الى

زر الذهاب إلى الأعلى