شمس تأبى المغيب.(13)

محمد ريحان

(قصة غموض مقتل عالمة النانو تكنولوجى شمس حماد).

———————؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛———؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛———–؛؛؛؛؛———

فى المدينة الجامعية القريبة من جامعة القاهرة ،وفى سكن الطالبات المغتربات وخاصة فى الغرفة والتى تحمل رقم553 والتى تتقاسم فيها الإقامة مع زميلتها وصديقتها فى كلية العلوم ألفت كمال التونى جلست شمس حماد امام شباك الغرفة تطيل النظر ،وتمعنه فى المارة ،وفى ركاب السيارات الآجرة والملاكى المارة فوق الكوبرى القريب من محيط الجامعة وكأنها تخاطبهم بصوت لا يسمعه سواها وتقول لهم((أنا عرفة مشاكلكم …ومعانتكم ..قريب أوى ربنا هيفرجها وهحل لكم كل مشاكلكم)).

 

post

وثمة إحساس طاغ بالفرحة انتابها ولمعة تنم عن ذكاء خارق كانت تقفز من عينيها الحزينتين،وبخاصة بعد مقابلتها مع الدكتور/ الفرا عالم النانو الشهير واستاذ الكمياء الفيزيائية والذى عرض عليها فرصة عمرها بالعمل معه ضمن فريقه البحثى والمكلف بتطوير تقنيات النانو لتطبيقها فى العلوم الطبية.

 

اخرجت شمس من صدرها زفرات حارة وأنفاس ساخنة ،وتنهيدات فيها راحة ورضا فاليوم فقط وضعت ابنة المنيا الصعيدية العنيدة المحملة بهموم الثأر ولوعات فراق أخيها (الاكبرمصطفى حماد )ذلك الشاب الذى افترسه المرض اللعين وأنشب أظافره الخبيثة فى نخاعه العظمى ،وظل يمتص رحيق الحياة من جسده النحيل حتى قضى على حياته.

 

وهى لا تنسى آخر لقاء جمعهما معا وكان لقاء الوداع الأخير والفراق الذى ليس بعده لقاء فى هذه الحياة الدنيا،وكان مصطفى حماد ممددا على سرير المرض فى غرفة العناية المركزة المخيفة التى تنتشر فى أركانها الباردة رائحة الموت والآهات والزفرات الأخيرة للمرضى الميئوس من شفائهم.

كانت الخراطيم وأنابيب التنفس الصناعى تخرج من كل مكان فى جسده وتسد فمه ولم يكن يقوى مطلقا على الكلام اكتفى بنظرات طويلة تأمل فيها أخته الحبيبه كأنها لحظات الوداع الأخيرة وقد امسك فى هذه اللحظات بورقة وقلم كانتا بجواره وكتب لها عبارة فى الورقة لا تزال محفورة فى ذاكرتها تصاحبها عند تذكرها الدموع الغزيرة هذه العبارة هى((كان نفسى يا شمسى أعيش لحد ما أجوزك وأفرح بيكى وأزفك بإيدى لبيت جوزك …نفسى اروح وأسلم عليكم قبل ما أموت …والنبى ابقوا افتكرونى واقرأوا الفاتحة على روحى)) البقية غدا خالص تحياتى محمد ريحان

زر الذهاب إلى الأعلى