بلا رحمه* خريف ايلول (١٩٤٢)

اميمه  عاشور

بناء ضخم لا يقل فى مهابته شيئا من الطراز الالمانى آنذاك،اذ انحدرت من بوابته الضخمه العملاقه ستلج إلى حديقه مزدانة بالورود اعظمها واندرها،ستغيب فى ملكوت ربانى اثر شجيرات الفوشيه اللطيفه والاقحوان ببراعمه الرائعه .إلا أن يأتى بعد ذلك هذا الباب الكبير المزخرف بطراز مهندم متقن ،وخلف هذا الباب مدخل الى بهو كبير به سلم فى منتصف القصر،فى المنعطف الأيمن لذلك السلم يوجد مرحاض كبير صمم تبعا لأحدث صيحات الوقت وركن مخصص لإعداد الطعام ثم دهليز صغير تفتح فيه غرفه على غير غرف القصر.

بابها اشبه بباب القصر فى قوته ودقه تصميمه ،اذ دلفنا داخل تلك الغرفه سنجدها تحتوى على غرفه مشابهه لها تماما ولكن التانيه بها مدخل سرى لسرداب ينتهى بالنهر المجاور للقصر ،مثله كمثل اى قصر مصمم فى ذلك الوقت لابد من مخرج سرى للاختباء والخروج اوقات الطوارئ وغيرها ،اما فى المنعطف الأيسر لهذا السلم توجد قاعه كبيره يستدل من اثاثها على أنها صممت خصيصا للقاءات والمقابلات الهامه وعلى مقربه منها يوجد غرفتان للخدم الذين يتولون أمور القصر ويقضوا حوائجه بالاضافه الى سندره بها طعام وعتاد هذا القصر ،ثم ينتهى بنا هذا السلم عاليا فى المنتصف بشرفه ضخمه صممت خصيصا من خشب البلاكود الأفريقى.

حيث خضعت فى ترصيعها إلى فن الموازييك الدمشقي الشهير ،يقطن بجوارها أرضا مدفأه وركن خاص بالتحف الاثريه القديمه ،بجوارهم يمينا توجد ثلاث غرف وعلى الجانب الآخر فى اليسار توجد ثلاث أخريات ،هكذا كان الطابق العلوى ،وهكذا كان”” قصر غوستاف””

ذلك البناء الشاهق المملوك الظابط الالمانى الكبير “ألفريد غوستاف”الذى ارسل كقائد للقوات الالمانيه للسيطرة والتحكم فى هذه المنطقه من قبل القائد الأكبر للالمان فى ذلك الوقت ،وذلك لما عرف عنه من صرامه وتنفيذ للاوامر العسكريه على الفور .

post

إنه “غوستاف”الإنسان الذى قال لقلبه غاضبا:إياك أن ترحم أو تلين أيها العضو الاحمر السخيف.

يتقدم ارثر لوجر الحارس الشخصى للسيد غوستاف ناحيه غرفه المؤتمرات أو بالأحرى مكتبه ويشرع فى التقدم داخلا

-سيدى القائد .اتأذن لى بالدخول ؟

انتفض غوستاف وترك ما بيده قلقا؛

-نعم،ادخله فورا.

تملكت الحيره والقلق من غوستاف فالسيد ديفيد لا ياتى الا للضروره القصوى او لأمر عسكرى طارئ ؟!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى