الاصطدام بالواقع

محسن سعيد.
كان مفهومي للحياة وأنا صغير أن أكبر واصير شامخ مرتفع الرأس أملك كل المال والجاه ليس هناك أحد أفضل من أحد وهذه حقيقة مطلقة! غير قابلة للشك- ولكن عندما بدأ يشتد عودي وجدت هناك رغبة متلهفة للحياة بحر المتع الذي لاينتهي إلا بمفارقة الإنسان لحياته. حصل تضليل نتيجة عدم الوعي حصل اصطدام بالواقع المرير وجد أن المشاكل والشكوة زادت عن الحد الطبيعي فبدا عنصر التذمر بالظهور إلي أن أصبح التبرير لكل عرقلة توقع بك هي السبب والحياة.
وفي ظل هذه الشكوة هل حدث تغيير طفيف في حياتك المملة!
تعرف منظمة الصحة العالمية التفاؤل بأنه: عملية نفسية إرادية تولد أفكار ومشاعر الرضا والأمل والثقة وتبعد أفكار اليأس والانهزامية والعجز.
ويعرفه الطبيب د. مارتن سيلجمنت مؤسس علم النفس الإيجابي: بأنه الطبع للتوقعات الإيجابية الذي ينطلق من الوجه المشرق للحياة ويميل إلي إظهار المشاعر الإيجابية كالنشاط والحماس والإثارة ويسوقها في خطة ثم ينطلق في تنفيذها.
إنه منطلق التفكير الدائم لامكانيات التوصل إلي حلول علمية لاعقد المشكلات من خلال بحث أفكار جديدة ومبادرات جريئة تفتش عن المنافذ في المعوقات ويتحرك دوما إلي الأحسن مزاودة بالأمل.
لقد جعل الله التفائل من فطرة الإنسان فالاطفال يولدون مفعمين بالتفاؤل بطاقة الحياة الإيجابية الموجهة للنماء ويتعلم الأطفال التفاؤل أو التشاؤم من خلال علاقتهم بوالديهم وخاصة الأم فإما أن تتاصل فيهم هذه الخصلة فتشتد وتقوي وإما أن تنتكس أو تضعف. وللأسف أن الدراسات تبين أن 70٪ إلي 80٪ مما نحدث به أنفسنا سلبي فعندما يبلغ الإنسان 18سنة يكون قد وصل له أكثر من 150.000ألف رسالة سلبية مقابل 600 رسالة إيجابية. ولكن كيف يؤثر التفاؤل ايجابيا في الإنسان؟
فالمتفائلون تفعل لديهم آليات التحفيز والتعزيز الذاتي مما يمدهم بالقوة والقدرة علي مواجهة التحديات وتستيقظ فيهم آلية الإدراك الانتقائي: وهي تعني القدرة علي رؤية الفرص وأوجه الاقتدار الذاتي والتوفيق بينهما. أما المتشائمون فإنهم يبالغون في التنكر لايجابيات الحياة ولقدراتهم ولامكانياتهم فتمر الفرص أمامهم فلايرونها بسبب انشغالهم بالتركيز علي السلبيات.

زر الذهاب إلى الأعلى