د.غادة محمد..تكتب..العشوائية والتخصص في عالم التدريب

 

بعد توقف دام لفترة عن كتابة مقالات جديدة لسلسلة ( فنجان تدريب )والتي كنت بدأتها من حوالي عام نظرا لانشغالي ببطولة كأس العالم للمبدعين العرب وحصولي على المركز الثالث ولقب أفضل مدرب عربي في العالم ، قررت استئناف الكتابة وبدأت في المقال الخامس تحت عنوان ( العشوائية والتخصص في عالم التدريب ).

 

صراحة فكرة المقال استفزتني بشكل كبير وكان لا بد من الكتابة عنها حتى نضع النقاط علي الحروف وترجع الأمور إلى مسارها الصحيح.

 

post

من خلال متابعتي لحسابات المدربين على مستوى العالم العربي على وجه الخصوص لاحظت وتأكدت بالفعل من وجود عشوائية كبيرة في إدارة العملية التدريبية وتقديم البرامج، بصرف النظر ان كلمة مدرب نفسها أصبحت مهنة من لا مهنة له ، إلا أن الأمر تطور أكبر من ذلك وأصبح المدرب الواحد يقدم عدد لا محدود من الدورات المتنوعة،والبعيدة كل البعد عن تخصصه ، بل أصبح من الممكن أن يقدم في اليوم الواحد أكثر من دورة لأكثر من دولة وهوجالس في بيته أمام الحاسب الألي المتصل بالأنترنت ويطلق على نفسه لقب مدرب دولي ، ومستشار تدريب ، دون الرجوع للقوانين التي تحكم ذلك.

هل يعقل هذا الأمر؟

وكيف هو واقع التدريب لديكم من وجهة نظر المتخصصين ؟

قد يمتد الأمر لاختراع برامج من قبل المدربين وتنفيذ أفكارها بشكل مباشر دون تخطيط مسبق ودقيق للأمر .

 

إذن كيف نصل إلى رفض الاستخدام الفردي للمقترحات البرامجية واختراع الفرص التدريبية؟

 

المطلوب منك كمدرب ألا تقدم برنامج معلوماتك فيه سطحية أو لست متمكن من تقديمه لمجرد الانتشار والكسب المادي.

 

بعض المدربين يحضرون دورات لمدربين آخرين ثم يخرجون منها ليقدمو نفس البرنامج كما هو بالحرف ، حتي نفس القصص التدريبية والأسئة والمزحات التي ذكرها المدرب الذي حضرو له الدورة نفسها .

 

هذا النوع من المدربين قبل أن يسيء للعملية التدريبية فهو يسيء لنفسه ، ويضع نفسه في خانة المدرب الأخطبوط ، المدرب الضعيف ، الذي يتشكل بكل الألوان .

 

في الواقع أنه كلما أحس متدربينك بتمكنك من البرنامج الذي تقدمه، ومدى غزارة علمك وثقافتك فيه كلما كانت استجابتهم لك أعلى واستفادتهم منك أكبر وثقتهم فيك أعلى ، وأصبحت أنت كمدرب متخصص في البرنامج مصدر موثوق فيه للمعلومات عن هذا البرنامج .

 

المدرب المحترف يتشبع ويتعمق بالبحث في أي برنامج قبل أن يطرحه للتدريب ، لأنه يبحث عن الإستزادة فيه بل ويطور من البرنامج على فترات متتالية حتى يقدم كل ما يطرح من أحدث الدراسات والابحاث العلمية فيه .

 

التدريب الصحيح ينتج عنه تغيير قناعات واكتساب مهارات دربت جمهورك عليها بشكل عملي بناء على المعلومات التي قدمتها لهم ، ثم يحدث تغيير في السلوك وهو المعنى والهدف من التدريب .

 

وأخيرا ،،، التدريب علم وفن وأمانة فاحرص على ألا تقدم لجمهورك إلا ما تعرفه فقط فحسب.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى