عبير ضاهر تكتب ..حِكمة القلب

 

نحن ما يكون ويختبىء بداخل قلوبنا , فإن كان القلب هو أعظم مصدراً للقوة فهو مخبأ الأسرار ومركزالنور للروح والذات وعافية وسلامة النفس

 

فهو الركن الأكثر أهمية من كيان كل إنسان , وحكمة القلب إنما تنشأ وتتشكل ولاشأن للعقل في ذلك علي نحو مقصود أو مباشر فحكمة

 

post

القلب ليست منحة ولاهبة يقدمها إنها تتأتى من القدرة علي تحليل المواقف وإدراك المعانى العميقة بالأشياء والتوصل إلي حقائق الأمور من بين كل أشكال ومظاهر الغموض والتداخل والتناقض و الإلتباس التي تظهر عليها أمامنا وذلك من خلال يقظة الشعور وبديهية الإحساس اللذان يسربلان المواقف ويفرزان المعطيات ويتوصلان إلي النتائج السليمة دونما تشويش أو سيطرة الهوى الشخصي أوجنوح الرغبة

وبما أن القلب بيت الحكمة فما هي الحكمة ؟. قيل هي وضع كل شيء في موضعه الصحيح وهي أيضا أن تفعل ما ينبغي وتقول ما ينبغي وقت ماينبغي بالطريقة التي تنبغي .

 

وعلى قدر أهميتها وعلو شأنها فهى تنطلق من مركز الجسد من القلب

ولأن القلب هو مركز الجسد سكنت به الحكمة وذلك بما يعادل علو المكانة ورفعة المنزلة .

 

 

وإذا كانت المعرفة تقدم لنا حقائق وطبيعة ومكونات الأشياء فالحكمة تطلّعنا علي مكنونات الأشياء وكيفية عملها

ومن التجارب المختلفة تبزغ حكمة القلوب فهو يحفظها بداخله جيداً ثم يمدنا بمعانيها الخالصة والواضحة والموجزة التي ترافق وتعين صاحبها في مراحل حياته المتعاقبة

وتكون كالمصباح تضيىء له الطريق ويستوضح بها معالمه فلا يتيه ثانية ولايتخبط مقللا من عثراته السابقة وجهله الأول بدروب الحياة

 

فالقلب هو أعظم مصدر للقوة .ومن امتلك الحكمة استطاع أن يجتذب ويستميل أرواح وقلوب ونفوس الأخرين

ومهمة القلب ليست هى ضخ الدماء النظيفة من وإلي أنحاء الجسم ثانية وإنما له قدرات ومهام أخرى بالغة الأهمية والحساسية من كيان كل إنسان

 

ولقد أبدع الخالق كما في كل ما أوجد وفي خلق القلب لإعجوبة ثانية واضحة وقدرة لامتناهية فهذا القلب إتضح وعلي خلاف ما ظل طويلا يُظن به ويُنظر إليه من أن عمله يتمظهر في الضخ فالدق إلي الرمق الأخير من عمر كل إنسان فقد أوضحت الدراسات المكثفة التي قام بها عدداً من المتخصصين والمهتمين من أطباء القلب والباحيثن من أن القلب يتألف من نحو 4000 خلية عصبية تتصل عن طريق الناقلات العصبية بالمخ مباشرة فالقلب بمثابة مخ ثان فى الإنسان يقوم بعمليات إدراكية ومعرفية وتحليلية هو الأخر. ونستطيع أن نستنج هنا صدق ما يتردد من قول إن فلان عقله كبير وهذا عقله صغير وبهذا السياق فهناك من يمتلك قلباً كبيراً وأخر قلبه صغيراً وهذا ربما عائد إلي ما يمكنه ويستطيع أن يستشعره ويدركه ويوقنه من أمور وأشياء فعجباً لأصحاب الحدس الذي لايخطىء أو يخيب فهؤلاء ولاشك من أصحاب القلوب الكبيرة وهناك من ينطبق عليهم وصف إن فلان قلبه أسود وهذا قلبه أبيض ولكن هنا قد أن يكون المقصود ما يكن عليه صاحبه من صفات وخصال ومشاعر يحملها ويكنها تجاه الأخرين تترجمها أفعاله وأقواله جيدة وطيبة كانت أو سيئة وشريرة فالقلب فيزيقياً له لونا وعلي هيئة واحدة وذلك لدي كل البشر مختلفاً فقط في مدى قوته أو وهنه من حيث القيام بعمله الوظيفي ومن جانب أخرتبعاً لحاله ببعده الوجدانى والشعوري نقي وسليم أم حائر وتائه وضائع . كما يشيع وصفاً أخر علي القلوب غليظة وقاسية ونقيضتها اللينة والشفافة .

 

فالظلم والإستعلاء علي الضعفاء والقسوة عليهم وتجريح الطيبون وتملق الخبثاء وخشية الأقوياء من ملوثات القلوب

أما الإيمان والمحبة والعطاء والترفع عن فعل الخطايا وترك الأخرين وشؤونهم من مصادر مد القلب بالعافية والأمان والسلام

 

وبقدر ما نحسن الإنصات إلي صوت قلوبنا سنتعرف علي ثمة ما يحفظها ويقويها لندرك حينها الجانب المشرق في المعني الحقيقي لحياتنا .

زر الذهاب إلى الأعلى